أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الضابط "حسين الناصيف".. قارع نظام الأسد طوال 40 عاماً وقضى في سجونه 12 عاماً

العقيد الركن حسين الناصيف - أرشيف

ودعت قرية "القنيطرات" (شمال شرق حمص) السبت الماضي العقيد الركن "حسين نواف الناصيف النعيمي" الذي قضى جراء قصف النظام للقرية بعد أن أمضى في سجونه 12 عاماً بتهمة الانقلاب على حكم الأسد ومحاولة اغتيال الأسد الأب في الثمانينات من القرن الماضي.

ولم تمنع سنوات عمره التي ناهزت السبعين من المشاركة في الثورة السورية منذ بداياتها والمرابطة مع المجاهدين وتدريبهم -وفق ناشطين. 

ينحدر العقيد الركن "حسين النعيمي" من بلدة "القنيطرات" التي تتبع لمنطقة "عز الدين"، وهو أحد وجهاء عشيرة "النعيم"، أتم دراسته في مدارس المنطقة النائية، ومن ثم التحق في صفوف الجيش العربي السوري.

وشارك العميد في حروب 1967-وحرب تشرين عام 1973 وذكرت "تنسيقية عز الدين" أن النعيمي "كان في بداية خدمته العسكرية قائداً لسرية الدبابات في اللواء 91 ومن ثم انتقل إلى الفرقة السابعة وبدا بقيادة لواء المدرعات والدبابات".

مع وصول "حافظ الأسد" للسلطة بدأت عملية ممنهجة لإقصاء القيادات السنية عن المواقع العسكرية الهامة وزجّ القيادات العلوية والطائفية لقيادة الفرق والألوية العسكرية.

وأضاف المصدر أن "بعض الضباط من غير الطائفة العلوية استشعر في بداية 1982 بالخطر الذي يقوم به "حافظ الأسد" لإقصاء القيادات وتهميشها بهدف فسح المجال لقيادات من طائفته". 

ووقع اختيار ضباط الاجتماع المذكور على العميد "حسين النواف الناصيف النعيمي" للعملية الأهم والأقوى آنذاك لكونه ضابطاً ذكياً وشريفاً وله شعبية كبيرة في صفوف العسكر والجيش، ولما عُرف عنه من عزة وكرامة وابتعاد عن الفساد والرشاوى التي طغت على ضباط النظام آنذاك" –كما يؤكد مقربون منه.

وكان السيناريو المخطط له يقضي بأن تتم السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين من خلال قيادة لواء المدرعات والانحدار فيه إلى دمشق العاصمة.

ويتم بعدها الإعلان عن إنهاء مرحلة حافظ الأسد رسمياً لدى السيطرة عبر الإعلام الرسمي، غير أن وشاية من ضابط يُدعى "أحمد عبد النبي" أفشلت الخطة وأدت إلى اعتقال العشرات منهم وزجهم في سجون النظام وإعدام حوالي 30 من خيرة ضباط الجيش السوري آنذاك أما عبد النبي، فتم ترفيعه إلى رتبة لواء وتسليمه الفرقة الخامسة في إزرع بدرعا ثمناً لخيانته بحق زملائه. 

وروى قريب الشهيد العقيد الركن "عبد الكريم النعيمي" لـ"زمان الوصل" أن دورية مخابرات جاءت إلى منزل الراحل "حسين النعيمي" في قرية "القنيطرات" بحجة الاجتماع في مقر اللواء مع "ابراهيم صافي"، ولكن الأمر كان مختلفاً، حيث تم اعتقاله ليمضي في سجون النظام 12 عاماً.

وكشف محدثنا أن "النعيمي خرج بعدها من السجن بأعجوبة إذ أتى من دمشق إلى حمص، ولم يكن يملك أي مبلغ من المال فدفع أحدهم عنه أجرة باص (الهوب هوب) آنذاك ولدى وصوله إلى مدينة حمص امتطى سيارة أجرة، ولفت النعيمي إلى أن ابنة قريبه الوحيدة لم تعرفه لدى وصوله إلى المنزل ونادت عليه: "ماذا تريد يا عم" وبعد التعرف عليه اجتمع العشرات من أقاربه، وكانت فرحتهم كبيرة برجوعه سليماً من المعتقل. 

كان العقيد الركن "حسين النعيمي"-كما يؤكد قريبه- متفرغاً للعبادة وخدمة المسجد وحفظ وتلاوة كتاب الله طوال السنوات التي أعقبت خروجه من المعتقل، ومع بداية الأحداث وقف "حسين النواف الناصيف" وعائلته مع ثورة الكرامة وكان -حسب محدثنا- يجاهد مع أبنائه بماله وسلاحه ضد نظام بشار الأسد دون إعلام أو ضجيج وشارك في معركة "الزارة" و"حر بنفسه" وغيرها من الجبهات في ريف حمص الشمالي.

وفي ليلة 21/05/2016 استهدفت كلية الهندسة بالمشرفة بلدة "القنيطرات" في منطقة "عز الدين" بالصواريخ والقذائف ليقضي العميد الشيخ "حسين النواف الناصيف" طاوياً صفحة في مقارعة نظام الأسد.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(326)    هل أعجبتك المقالة (414)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي