لعلها من المرات النادرة التي يتفق فيها الموالون والمحسوبون على المعارضة في مدن الساحل السوري على أمر يتعلق بـ"شبيحة" النظام، فكلاهما يشتم سرا وعلانية "الشبيحة" من مرافقي المسؤولين وكبار الضباط بسبب ممارساتهم التي يصفونها باللاأخلاقية.
"ليتهم يتجهون للقتال، علّ (الإرهابيين) يقتلونهم ويخلصونا من ممارساتهم التشبيحية علينا، فواز الأسد كان أقل منهم إجراما"، حسب قول المحامي "سليمان حسون" الذي أشار إلى أنهم تجاوزوا كل الحدود.
ويقول الصيرفي "آغوب" إن سكان مدينة اللاذقية ألفوا منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي كل أنواع "الشبيحة" واعتادوا ممارساتهم، "إلا أن هؤلاء منفلتون تماما، ولا يوجد رادع أخلاقي أو قانوني أو مرجعية أمنية يمكن أن تضبطهم، ويقومون بما لا يمكن أن يتصوره عقل".
*في وضح النهار
ويضيف "آغوب" "دخلوا شركة الصرافة التي أملكها، أخذوا مئات الدولارات من أيدي ثلاثة زبائن كانوا يريدون تصريفها إلى العملة السورية، اتصلت بفرع الأمن العسكري ومكتب المحافظ، لكنهم غادروا غير آبهين بتصوير الكاميرات لهم والشهادات التي قد يدلي بها الزبائن وموظفي الشركة".
ويتحدث سكان الساحل عموما واللاذقية خصوصا عن قيام هؤلاء باقتحام المحال التجارية ونهبها وسط النهار أمام مرأى أصحابها، وقيادة سياراتهم السوداء رباعية الدفع بالشوارع بشكل مخالف، ويعرقلون السير ويقطعونه أحيانا، ولا يلتزمون بالدور على الأفران والمحطات الوقود.
وأفاد "مراسل شبكة إعلام اللاذقية" محمد الساحلي أن سيارة تقل مجموعة من هؤلاء "الشبيحة" أوقفت السير يوم الجمعة في شارع (8 آذار) المؤدي إلى المشفى الوطني، ومنعت سيارات الإسعاف من العبور رغم توسل سيدة ترافق زوجها المصاب بجلطة دماغية كما قالت.
*"مع مين عم تحكي"
تحول غضب الشارع من "شبيحة" النظام ممن لا يتوجهون للجبهات إلى حالة علنية تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي.
صفحة "أخبار الساحل السوري" الموالية للنظام كتبت –بتصرف- "وبعدين مع لابسي المموه من غير القوات المقاتلة، على كازية البنزين بيدخلوا طحش وما فارقة معهم نظام، وأي شخص بحكيهم ببلشو تهديد فيه -أنت ما بتعرف مع مين عم تحكي، على الأفران بتشوفهم عم يطاحشو حتى على دور النسوان، وإذا حدا حكاهم ببلشو صراخ وتهديد، انت ما بتعرف مع مين عم تحكي".
وترى الصفحة أن أكثر ما يغيظ في هؤلاء ادعاؤهم أنهم يلبسون الزي العسكري المموّه لحماية النظام، وهم أكثر الناس مخالفة للنظام وإضرارا به.
وكانت التعليقات على المنشور أكثر غضبا وشتمت "الشبيحة" وأسيادهم بعبارات نتحفظ عن نشرها.
*غضب وخوف
ويترافق الغضب من تصرفات "الشبيحة" بالخوف من الأذية على أيديهم، ويشير "الساحلي" إلى أن المواطنين باتوا يتجنبونهم، حيث يدعونهم يفعلون ما يريدون دون اعتراض أو احتكاك مباشر.
أما عن حقيقة هؤلاء فيقول المحامي "حسون" إنهم ليسوا أفرادا في الجيش أو أي فصيل عسكري مقاتل، "أغلبهم من مرافقي قيادات عسكرية ومدنية لا تغادر مدن الساحل، يفعلون كل الممنوعات بغطاء منهم".
وتعاني مدن الساحل السوري من ممارسات أفراد جيش النظام وأمنه، وميليشيا "الدفاع المدني" وغيرها من الفصائل.
عبد السلام حاج بكري-اللاذقية - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية