أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحالفات الطريق المسود .... محمد العرب

[email protected]

  تنقسم التحالفات السياسية الحالية في العراق إلى أربع عناوين بارزة تقع التحالفات المذهبية في مقدمتها رغم كونها لم تحقق تقدم سياسي واضح على الأرض في المرحلة السابقة كما شهدت جدرانها تصدعات خطيرة وتداعت أجزاء مهمة منها بفعل هزات سياسية وأخرى مصالحيه ولنا في قائمة الإتلاف وانشقاق الجعفري ومقتدى والفضيلة وقائمة التوافق وانشقاق الزوبعي مثالا واضح على ذلك وان كان الانشقاق في البيت السني لم يحضى بالتحليل الكافي ربما لأنه جاء في مرحلة كانت الأنظار تتجه نحو أحداث أكثر دراماتيكية كالتحالف السياسي الوقتي بين صحوة الانبار والمالكي والتمرد ألاستخباراتي والمخابراتي على المالكي الذي يغذيه علاوي بحكم انه من اشرف على تكوين جهاز المخابرات الجديد وبالرجوع الى التحالف المذهبي السني فلا يزال الهاشمي الأقوى كونه الأكثر حركة والأوسع نفوذا بين الأطراف السياسية السنية فكان لزياراته العشائرية وتحالفاته المرحلية والموقفية من الأكراد والشيعة تأثير بالغ على كتلته ودافع قوي لإبرازه كشخصية سنية قيادية واضحة الأيدلوجية والتوجه أكثر من الباقين التي تتقاسمهم مشاكلهم الخاصة ومحطاتهم التاريخية الغير مقبولة سياسيا من قبل أطراف المعادلة السياسية المشكلة للطيف الحكومي ، كما ان دخول الدليمي والعليان في معارك كلامية أضعفتنهم ولم تضيف لهم سوى المزيد من المشاكل بينما ابتعاد الهاشمي قدر الامكان عن تلك المعارك الا ما لا يمكن تجاوزه ولعب دوره التوافقي في أكثر من موقف

أما النوع الثاني من التحالفات وهو التحالف العرقي والقومي كما في القائمة الكردية التي تعاني هي الأخرى  من نزاعات لم تعد خفية بين قطبي القومية الكردية في العراق الطلباني والبرزاني على قيادتها وتوزيع المكاسب السياسية والاقتصادية والزج بقيادات شابه هم بطبيعة الحال أولاد والمقربين من عائلة الطلباني والبرزاني والصراع هنا مختلف فلا رغبة في التفرد بقدر ما هنالك رغبة في الاستحواذ على قدر اكبر من المكاسب فلن يستطيع احد الرأسين إلغاء وجود الآخر ، والمنافسة هنا تدور في ثلاث محاور ، محور قومي داخل البيت الكردي وذلك من خلال توسيع القاعدة الجماهيرية لكلا الحزبين الكبيرين يهدده الزحف الإسلامي الصوفي من خلال تيار القادرية والكسنزانية والنقشبندية بالإضافة إلى الأخوان المسلمين الأكراد وبعض الأطراف ألبرالية التي تبحث عن موطن سياسي لها بعد أبعادهم او تهميش دورهم داخل البيت الكردي ومحور ثاني تجاري تلعب أمريكا الدور الأبرز من خلال استقطاب رؤوس أموال عربية وأجنبية تتحكم بالقرار السياسي الكردي بحسب المدينة التي تستثمر فيها وتبعيتها الصفراء او الخضراء  ومحور أخير سياسي يخضع لمطرقة تدهور العلاقات الكردية التركية وسندان الثقل السياسي في الحكومة المركزية والمحور الثالث أعطى للمالكي متنفسا سياسيا لم يكن ليكون لو أن أزمة حزب العمال لم تتفاقم وتشتعل من جديد .

النوع الثالث من التحالفات هو تحالفات الأقليات وهي محكومة بعوامل مناطقية ودينية ومذهبية وتاريخية ، فالتركمان الشيعة لن يستبدلوا شمعة الإتلاف بتحالف كردستاني او تحالف تركماني قومي لن يحقق لهم ما يربون له كما ان المذهب في العراق له تأثير واضح مع التركمان وليس له نفس التأثير مع الأكراد بسبب عمق معاناة الكورد ورغبتهم في الحصول على سدة الحكم التي  حرموا منها لعقود وكذلك بسب نسبة العددي في الجسم العراقي وتأثير أحزابهم العريقة كما ان القائمة التركمانية هي نفسها محكومة بالعوامل أنفة الذكر لذا تراهم يتحالفون مع الاكراد في الحصول على مكاسبهم السياسية ويختلفون معهم على كركوك التي ستكون محور التحالفات الكبيرة بين الكتل الفرعية الأربعة في الانتخابات القادمة وهناك تحالفات الشبك والصابئة واليزيديين مع كتل أقوى حتى ولو بالتمثيل الصوري او الاتفاق على التمثيل داخل البرلمان لمن لم يفلحوا في الوصول الى داخل البرلمان بشكل كافي او من خلال استقلالية معلنه وتحالف سري كما هو الحال وقائمة الرافدين التي تغير تحالفاتها مع تغير الأحداث من حولها وترتبط بعلاقات متذبذبة مع كل الأطراف يحكمها مبدأ الحفاظ على ماء وجه من يمثل ابناء العراق من المسيحيين الذي اشعر انهم متوجهون للخروج من المولد بلا حمص الا في حالة عقد تحالفات مرحلية اعتقد انها ستكون مع المطلك وعلاوي والجبوري كونهم الاقرب لتطلعاتهم

أما النوع الرابع والاهم حاليا هو ما اطلق عليه تحالفات الطريق المسدود فلا مستقبل يذكر لعلاوي والمطلك والجبوري بشكل منفرد مع وجود فتوى شيعية واضحة او مموهة للتوحد في الاستحقاق الانتخابي القادم قد تقضي على الانشقاقات الآنية خاصة مع وجود لاعب بارع بدء ينشط هذا الأيام وهو الجلبي او تمرد سني سياسي كما حدث في الانتخابات الاولى بقيادة الضاري الذي يبدو انه قادم على تجربة مماثلة مراهنا على علاقاته وتحالفاته السياسية مع المقاومة والقوة المناهضة لحكومة المالكي والتواجد الأمريكي  فلا حل الا التحالف ، لذا استطاع المطلك هندسة مشروع تحالف غير متكافئ القوة تحكمه الرغبة بالعودة والتنافس والصمود مع علاوي والجبوري الذي اصبح اضعف من قبل واعتقد ان الياور في الطريق للعب دوره العشائري المعهود خاصة بعد ان عاود الهاشمي لقاءاته المهمة مع ضباط سابقين في الجيش العراقي وتحالفه المعلن مع الجربة وعشائر شمر في الموصل والعشائر السنية في ديالى والانبار التي يبدو ان حصة الصحوة منها لن تكون كما هو متوقع بسبب شرخ أيدلوجي أحدثته الصحوة في خضم اندفاعها في قتال القاعدة وتحالفها المرفوض من قبل بعض السنة مع امريكا ولم يقدك ابو ريشه وحلفائه في ترقيع الشرخ فاتسع ليصب في مصلحة الهاشمي كون غبار المعارك يخفي الكثير من أخطاء الجند لذا على القائد ان يرمم ما وقع جراء انتصاراته لذا فليس امام مثلث التحالف الجديد الا طريق مسدود قد تتفتح بعض جوانبه في هذا التحالف خاصة اذا وضعنا في نظر الاعتبار ان المتضررين من حزب البعث سيصوتون لهذه القائمة كونها الأقرب الى توجهاتهم ويمكنهم اخذ دور واضح من خلالها واعتقد ان هنالك يد للبعثين في هذا التحالف ، واعتقد ان السنة سيكونون اضعف فيما اذا استمر الشرخ داخل بيت التوافق وقائمة بثلاث رؤوس لن تنفع للمرحلة القادمة والهاشمي الأوفر حظا  والبيت الشيعي سترتبه فتوى السيستاني في اللحظة الاخيرة لكن الإتلاف لن تحصل على نفس المقاعد فهناك بروز لقوى شيعية كانت اقل تأثيرا على الشارع الشيعي في الاستحقاق الانتخابي الماضي وورقة الأقليات ستتلاشى فيما اذا اصروا على الدخول بلا تحالفات تضمن لهم حقوقهم اما تحالف الطريق المسدود والذي أحدثه ضيق الأفق السياسي المستقبلي للأطرافه الثلاثة فاعتقد انه سيكون القوى الرابعة بعد الإتلاف والكورد والهاشمي ( الهاشمي وليس التوافق )

على ان نعي ان القائمة الكردية ستخسر بعض ثقلها البرلماني لصالح الإسلاميين الكورد وبعض ألبراليين والعشائريين الذين سيدخلون بقائمة منفصله اذا لم تضمن لهم ادارة الكتلة مناسب تتوافق مع تطلعاتهم

(94)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي