التنظيم يهدد دولا آسيوية في "جيل الملاحم"، وأمريكا تستعد للضغط على الرقة

بثّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، إصداراً مصوراً يحمل اسم "جيل الملاحم" يهدد فيه حكومات منطقة "جزر الأرخبيل" جنوب شرق آسيا، مستعرضاً مجموعة من الأطفال الآسيويين في مناطق سيطرته جنوب الحسكة، دربهم فكرياً وعسكرياً بما يتوافق مع مناهجه في هذه المجالات.

واستعرض متحدث التنظيم، ما سماه "تغلغل الكفرة" في أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلند والفلبين، بمساعدة من أطلق عليهم "الوكلاء المرتدين من بني جلدتنا"، في إشارة إلى الفئات الحاكمة في هذه البلدان، الذي أطلق عليهم أيضاً اسم "الطواغيت"، الذين يخدمون "المحتلين باعتقال وتشريد وقتل المسلمين، وإجبارهم على الخضوع للقوانين الوضعية".

وظهر في الإصدار، القيادي في التنظيم، "أبو ناصر الإندونيسي" وسط نحو 30 طفلاً يرتدون اللباس العسكري، وقال: نحن من دول الأرخبيل إندونيسيا الفلبين ماليزيا، هاجرنا إلى أرض الخلافة من أرض الجاهلية، والمذلة والأكذوبة، وخلفي أبناء الخلافة الذين استجابوا لأمر الهجرة التي أمر الله بها"، وسط استعراض لما تعلمه الأطفال في مدارس التنظيم.

وأضاف الإندونيسي، "إننا نعلمهم –الأطفال-العقيدة الصحيحة"، كما خاطب أبو بكر البغدادي بقول: "أبشر يا أمير المؤمنين إنهم أبناء الخلافة، الذين سيحررون الولاية تلو الولاية".

وخلال حديثه كان الشريط يستعرض ما اكتسبه الأطفال من مهارات في القتال القريب واستخدام المسدسات والبندقية.

وتحدث طفل بلغة آسيوية، مخاطبا حكام دول "جنوب شرق آسيا"، فقال: "أما أنتم أيها الطواغيت، فقد أعد هذا كله لتدميركم وإسقاطكم لأنكم بدلتم حكم الله عز وجل".

الشريط المترجم بلغة المتحدثين فيه، ومدته 15:52 دقيقة، أبرز تعامل هؤلاء الأطفال الآسيويين، تحت إشراف مدربين بينهم، "أبو المقاتل الإندونيسي". 

وقال أحد عناصر التنظيم، "أبو فايز الإندونيسي": "إنه كلف بأن يكون قناصاً، وترون كيف يتحالف الصليبيون علينا، وبإذن الله سننتصر"، في مسعى لحث المزيد من الشباب في تلك الدول الأسيوية للتوجه إلى مناطق سيطرة التنظيم تحت بند "الهجرة".

ويأتي هذا الإصدار في مرحلة حرجة يعيشها التنظيم، بعد خسارته مناطق واسعة كانت تحت سيطرته في محافظات الحسكة والرقة وحمص، وسط استعدادات كبيرة لتضييق الخناق عليه في الرقة من قبل، التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وبالتعاون مع حلفائهم على الأرض، وأبرزهم تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وكان "بريت مكجورك"، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، لدى التحالف الدولي، تحدث في مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمان، عن نية التحالف بدء حملة للضغط على الرقة بكل جوانبها خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن زيادة عدد القوات الأمريكية شمال سوريا، سيساعد في تعزيز المكاسب التي حققتها القوات المحلية (قوات سوريا الديمقراطية)، المدعومة من الولايات المتحدة".

أحد عناصر التنظيم، يدعى "أبو طلحة الماليزي"، هدد في الشريط (الإصدار) حكومات دو الأرخبيل، وخاصة إندونيسيا وماليزيا، بقوله: "اعلموا إننا نتبرأ مما أسميتموه الجنسية، وإننا قادمون إليكم بجنود لن تقدروا على هزيمتهم".

وختم الإصدار الجديد، بإحراق جوازات السفر، التي تعود للمقاتلين الذين ينتمون إلى تلك الدول، وسط حلقة من الأطفال أو من يسميهم التنظيم "أشبال الخلافة"، الذين كانوا ينشدون بلغتهم أناشيد جهادية.

يشار إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، لازال يسيطر على بلدة "مركدة" منذ نيسان أبريل/2014، وتعتبر آخر معاقله في محافظة الحسكة، بعد أن سيطر تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، بقيادة (PYD) على بلدتي "الشدادي" و"العريشة" في شهر شباط/فبراير الماضي، بدعم من طائرات التحالف الدولي.