استمرت المواجهات بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وقوات النظام، يوم الأحد، في عدد من أحياء مدينة دير الزور وأطرافها الجنوبية الغربية، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات في صفوف الجانبين، فيما جدد التنظيم هجومه على مواقع النظام على طريق دمشق-دير الزور، والتي تعتبر في الخطوط الخلفية لقواته.
وأفاد "أبو عبد الرحمن الديري" من "إذاعة دير الزور الحرة"، بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" شنّ هجوماً على مواقع قوات النظام في مدينة دير الزور، فجر أمس، من محوري منطقة "البغيلية" وفندق "فرات الشام"، بعد قصف مناطق سيطرتها بالهاون والصواريخ، مضيفاً أن مجموعة "انغماسيين" تسللوا وسيطروا على مبنى السكن الجامعي وأعدموا 10 من عناصر حاجز قوات النظام هناك، كما فجروا سيارة مفخخة بحي "الموظفين".
وقال "الديري" لـ "زمان الوصل" إن عناصر هذه المجموعات من التنظيم هاجموا "مشفى الأسد" في مدخل المدينة الجنوبي الغربي، وسيطروا عليه، ثم احتجزوا كادر العمل فيه، والبالغ عددهم نحو 50 شخصاً.
وأضاف أن عناصر التنظيم سيطروا أيضا على "مدرسة السواقة" القريبة من المشفى، ونشروا القناصين على الأبنية العالية، واشتبكوا مع النظام حتى انتهت ذخيرتهم (الانغماسيين) لتستعيد قوات النظام ما خسرته، قبل أن يعاود التنظيم الهجوم على المشفى بعد تفجير مفخخة، الأمر الذي لم تتكشف نتائجه بعد.
وأشار الناشط إلى أن عناصر التنظيم حاولوا التقدم من جهة حيي "الصناعة" و"هرابش" شرق المدينة، وحتى حي "الطحطوح"، الذي شهد قبل 10 أيام هجوماً كبيراً للتنظيم، لكن الاشتباكات بقيت هناك على شكل مواجهات اعتيادية.
واعتقلت قوات النظام مجموعات من عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني"، بتهمة تسهيل دخول عناصر التنظيم، ما يعني أن التنظيم حقق هدفه في تشتيت صفوفها وإثارة الفوضى في مناطقها، وفق المصدر ذاته.
من جهتها وسائل اعلام النظام، قالت إن مجموعة من 13 عنصرا للتنظيم تسللت من جهة محور "كمين المقابر" إلى مشفى اﻷسد، و"سادكوب"، "صوامع الحبوب"، "السكن الجامعي"، "الصيانة والتشغيل" على طريق دير الزور-دمشق الدولي، واحتجزوا 52 شخصا في المشفى، قبل أن يقتلوا جميعاً.
وأشارت إلى تكثيف الطيران الحربي طلعاته الجوية مستهدفا مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في حي "الصناعة" بمدينة دير الزور، ومحيط اللواء 137 و"البغيلية" غربها، ومحيط المطار العسكري شرقها.
اعتماد تنظيم "الدولة الإسلامية" على سلاح القناصة في المواجهات داخل أحياء مدينة دير الزور وقرب المسافات بين مقاتليه وبين قوات النظام جعلت الأخيرة، تلجأ إلى حفر الأنفاق والخنادق لتأمين خطوط إمداد لعناصرها في المناطق المتقدمة، وخاصة على جبهة "الحويقة"، حيث يرصد طرقها قناصو التنظيم من جهة نهر الفرات.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" شن هجوما واسعاً على مواقع قوات النظام في مدينة دير الزور ومطارها العسكري بالريف الشرقي، بداية نيسان ابريل الماضي، استخدم النظام السلاح الكيماوي -يعتقد أنّه غاز الكلور- ضد مقاتلي التنظيم بعد وصولهم إلى منطقة "الدغيم" على جبهة المطار العسكري، وتسلل مجموعات "الانغماسيين" من التنظيم إلى مزارع "الوليد" المحاذية لمطار دير الزور العسكري، عقب تفجير عربة مفخخة.
يشار إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يحاصر أحياء (الجورة والقصور وهرابش) بدير الزور، التي يقطنها نحو 200 ألف من الأهالي المحاصرين ضمن مناطق سيطرة النظام بهذه الأحياء منذ بداية العام الماضي، حيث يُستخدمون كدروع بشرية يصعب على التنظيم التقدم فيها دون سقوط ضحايا من المدنيين.
دير الزور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية