
أكثر من 50 ألف حالة إنقاذ نفذها طاقم إدارة الدفاع المدني منذ تأسيسه في شهر تشرين الأول أكتوبر/2015، من بينها إخلاء نحو 150 ألف شخص من مدينة إدلب عقب تمكن الثوار من السيطرة على المدينة، وذلك خشية من انتقام قوات النظام الذي بدء حينها بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة.
مؤسسة إدارة الدفاع المدني وهي من المؤسسات السورية القليلة التي أنتجتها الثورة وحازت إجماع السوريين، هي كما يقول "ضابط الارتباط" "مجد خلف" لـ "زمان الوصل" "بات هدفا مباشرا للنظام عسكريا وإعلاميا، فهو من الناحية الإعلامية يحاول أن يضعنا في خانة المنتسب لفصيل مقاتل، بينما في الحقيقة عملنا إنساني ولا ننتسب لأي تشكيل سياسي أو عسكري، وغايتنا هو الإنسان.
وأوضح "خلف" "نحن نتعامل بحيادية، تامة، أي أننا ننقذ الإنسان الذي يتعرض للقصف بغض النظر عن الانتماء السياسي له، نتعامل مع الإنسان كإنسان، ومهمتنا تبدأ من لحظة بدء القصف إلى لحظة تسليم الجرحى أو القتلى إلى المستشفى أو إلى الجهة المسيطرة في المنطقة، سواء أكان فصيلا، أم شرطة حرة، نحن نؤدي الواجب الإنساني تجاه المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويتابع ضابط الارتباط: "من الناحية العسكرية بتنا هدفا لقصف النظام، فهو عندما يستهدف منطقة معينة بالقصف تكون الضربة التالية لفرق الدفاع المدني التي عادة تكون أول الحاضرين بهدف الإنقاذ والإخلاء، هذا فضلا على القصف الذ تعرضت له مراكز الدفاع المدني، قضى على إثرها 115 عنصرا وإصابة 300، وكان آخرها القصف الذي استهدف مركز الدفاع المدني في الأتارب بريف حلب الشمالي، والذي أدى إلى وفاة 5 أشخاص وتدمير عدد من الآليات".
تتشكل إدارة الدفاع المدني بحسب "خلف" من 2900 متطوع منتشرين في 119 مركزا في عموم مناطق سوريا المحررة من سيطرة النظام، ولا ينتمون لأي جهة سياسية أو عسكرية، ويتلقون دعمهم من حكومات من بينها هولندا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن عن طريق منظمات تقوم بعمليات شراء المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ، بالإضافة لمصاريف تشغيلية للآليات ومكافآت رمزية شهرية بقيمة 150 دولارا لكل عنصر.
ويقول "مجد خلف" إن فرق الدفاع المدني باتت "جهة موثوقة من قبل المنظمات الدولية بحكم الأداء المنضبط وبحكم قربها المباشر من الحدث، لذلك يتم اعتماد الاحصائيات التي تقدم من قبلنا"، مشيرا إلى أنه تم خلال فترة الهدنة إحصاء مقتل 519 مدنيا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بقصف لقوات النظام، تسبب كذلك بجرح 838 شخصا، وهؤلاء هم فقط الذين قام الدفاع المدني بإنقاذهم، كما ألقى النظام على المدنيين 217 برميلا متفجرا في المناطق المحررة، هذا باستثناء الجبهات كما أحصينا 932 غارة، 472 قصفا مدفعيا".
الأداء المميز والإنساني لإدارة الدفاع المدني كما يقول "خلف"، دفع العديد من المنظمات إلى السعي إلى ترشيحها للحصول على جائزة "نوبل"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الإدارة حصلت على العديد من الجوائز.
حسين الزعبي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية