أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ملابسات إضافية حول شحنة حليب الأطفال المتلفة .. ردود "بردى الخيرية" تفتح الملف بدل إغلاقه

هل قدمت "بردى" الأوراق التي تثبت صلاحية الشحنة أثناء دخول الشحنة إلى سوريا

باتت شحنة حليب الأطفال المتلفة قضية رأي عام سوري من الدرجة الأولى، بعد أن خرجت تفاصيلها إلى العلن، مع نشر إدارة معبر "باب الهوى" بيانا بخصوص موجبات إتلاف الشحنة، ردت عليه "منظمة بردى للأعمال الإنسانية" ببيان مضاد يفند ما ذهبت إليه إدارة المعبر.

وفي تقرير سابق لها، حاولت "زمان الوصل" التعرف إلى بعض ملابسات القضية، مستشهدة بوجهة نظر الطرف الأول (معبر باب الهوى)، عبر الحديث مع الدكتور "جمعة العمر" عميد كلية الطب البيطري في جامعة إدلب والمسؤول عن مخبر الحجر الصحي في معبر "باب الهوى".

واليوم، تحاول الجريدة من جديد أن تتعرف على وجهة نظر الطرف الآخر (منظمة بردى)، باعتبارها الجهة التي تولت شراء شحنة الحليب من شركة "هومانا" الألمانية.

في البداية تواصلنا مع "بردى" عبر صفحتهم الرسمية في "فيسبوك"، طالبين مزيدا من الإيضاحات حول شحنة الحليب، فرد المسؤول عن الصفحة بأن رأي المنظمة موجود بكل وضوح على نفس صفحتها الرسمية، قبل أن يستدرك طالبا منا التواصل مع مدير المنظمة الدكتور "مروان خوري" إن كان لدينا استفسارات معينة.

وقد حاولنا التواصل مع "خوري" مباشرة، لكننا لم نفلح، وكل ما حصلنا عليه هو رد مكتوب تم إرساله إلى بريد الجريدة الرسمي، أرسله "خوري" معرفا في بدايته عن نفسه بوصفه "مؤسس منظمة بردى الخيرية".

* رد "بردى"
وذكر "خوري" في بداية رسالته أن جمعيته أرسلت في العام الماضي وحده أكثر من 100 ألف علبة حليب إلى سوريا، معتبرا أن أنباء إتلاف شحنة الحليب الأخيرة بأنها "صادمة ومفجعة".

وأضاف: "قامت إدارة معبر باب الهوى والخاضعة لسلطة مجموعات الثوار المحلية (أحرار الشام)، بحرق اثنتين من الحاويات المرسلة من قبلنا والتي تحتوي على 35 ألف علبة من حليب الأطفال مرسلة إلى حلب وإدلب. المشكلة الأساسية كانت حول لصاقات تحتوي على اللغة الفارسية موجودة على العلب. هذه اللصاقات تم وضعها من قبل الشركة الألمانية المصنعة هومانا (Humana)، حيث إن علب الحليب كانت مخصصة للسوق الإيراني".

وأقر "خوري" بأن "تاريخ انتهاء الصلاحية البدائي لهذه العلب كان في نهاية الشهر الثاني عشر (كانون أول) من عام 2015"، معقبا: "قبل انتهاء الصلاحية البدائية، قامت الشركة المصنعة (Humana) بإجراء اختبارات وفقا للمعايير الألمانية والأوروبية الخاصة بالمواد الغذائية وخلصت إلى تمديد تاريخ انتهاء الصلاحية ستة أشهر ليصبح في الشهر السابع (تموز) من عام 2016". 

ولفت "خوري" في رسالته المكتوبة إلى قيام "إدارة معبر الهوى وعلى الرغم من تقديم كافة الوثائق الثبوتية ومن دون الرجوع إلينا بالمباشرة بإتلاف شحنة حليب الأطفال هذه، على الرغم من تقديم الإيصالات ووثائق التبرع".

ورأى مؤسس "بردى" أن إدارة المعبر قررت أن هذه الشحنة كانت في إيران وأن إيران تقف وراء إرسالها من أجل إلحاق الضرر بالسوريين، ولكن "بردى" لم تحصل من المعبر على "وثيقة تثبت مزاعمهم"، واصفا إتلاف الشحنة بأنه "عمل غير مشروع على حساب الأطفال السوريين".

وقال "خوري" إن عمل منظمته يتم تحت إشراف عدد من الأطباء السوريين والألمان بالإضافة إلى العديد من المتطوعين السوريين والألمان من أصحاب الشهادات العلمية العالية، قبل أن يختتم: "لقد كان اليوم يوما أسود مع خيبة أمل مريرة، فقد تم حرق جميع جهودنا وآمالنا بأن يصل الغذاء إلى أطفالنا المحاصرين مع حرق الشحنة المرسلة".

*استفسارات "زمان الوصل"
وبعد معاينة هذه الرسالة، شعرت "زمان الوصل" أنه ما تزال هناك العديد من الأسئلة العالقة التي تدور في ذهن محررها، وتمثل صدى لما يدور في رؤوس كثير من السوريين الذين وصلتهم أخبار شحنة الحليب، ومن هنا قررنا معاودة التواصل مع "بردى" ومع مؤسسها بالذات، فاعتذر المكتب الإعلامي في المنظمة بأنه "ربما يكون مشغولا"، واقترح أن نبعث بما لدينا من أسئلة إليه.

وقد أرسلت "زمان الوصل" 6 أسئلة، هذا نصها الحرفي:

أولا- هل قدمت "بردى" الأوراق التي تثبت صلاحية الشحنة أثناء دخول الشحنة إلى سوريا عبر "باب الهوى" أم إن أوراق الصلاحية وشهادة الشركة الألمانية لم تقدم إلا لاحقا، خصوصا أن صورة الكتاب الصادرة عن إدارة الجودة بالشركة هو في 6 أيار، بينما يفترض أن الشحنة دخلت قبل هذا التاريخ على سوريا؟
ثانيا- هل تم إعلام المسؤولين في "باب الهوى" مسبقا عن قضية اللصاقة الجديدة التي وضعت فوق تاريخ الصلاحية القديم؟
ثالثا- هل كنتم على علم ودراية بموضوع الكتابات الإيرانية على العبوات؟
رابعا- أيهما الأسلم لكم كمنظمة إغاثة إنسانية.. الحصول على أغذية ومعونات موثوقة صحيا ولو كانت قليلة، أم الحصول على أغذية موضع أخذ ورد بالنسبة لسلامتها في مقابل أن تكون كميتها كبيرة و"تغطي حاجة الناس" كما تقولون؟
خامسا- بعض تعلقياتكم على صفحتكم الرسمية تصور إحراق الشحنة وكأنه فساد وتصفية حساب، وتسمي أحد الفصائل بالاسم، فيما يقول الطرف الآخر إنه إجراء تقني مستند على أسس علمية معمول بها في كثير من أنحاء العالم.. فما ردكم؟
سادسا- يقول الدكتور "جمعة عمر" المسؤول الأول عن قرار إتلاف الشحنة في تعليق له على صفحتكم: "الدكتور مروان وبحديثي معه على الخاص أكد لي أنه لم يكن يعلم بتزوير تاريخ اﻹنتاج واللصاقة إلا بعد ايقاف الشحنة في باب الهوى".. ما تعليقكم؟

*هكذا أجابوا
وهذا رد المكتب الإعلامي في "منظمة بردى للأعمال الإنسانية"، كما وردنا، دون ترقيم للإجابات بحسب رقم السؤال (تدخل المحرر فقط لتصحيح بعض الأخطاء الإملائية والطباعية):

"بعد أن رفضوا إدخال الحليب، طلبنا من الشركة ورقة تثبت صلاحية الحليب بعد تمديدها وفق القانون الألماني وأرسلناها لهم بسرعة، ثم لم يقتنعوا بها، مدعين أنها غير قانونية وليست من هيئة الصحة الألمانية، مع أن في الوثيقة التي أرسلناها لهم موجود عليها أن اختبار الصلاحية قد تم تحت إشراف هيئة الصحة الألمانية. طلبنا منهم التريث والقيام بفحصها في مخبر تركي حكومي للتأكد ومصادقتها، فلم يكترثوا ولم ينتظروا أن نؤمن لهم وثائق أخرى تبدد كل ادعاءاتهم فقاموا بعد ذلك بحرقها (بعد حوالي 3 أيام من وصول الشحنة فقط).

بخصوص الكتابات الإيرانية فقد وضحت لنا الشركة بأنها كانت من أجل التصدير لإيران، إلا أنها بقيت كفائض إنتاجي ولم تصدّر إليهم. وهذا ما أكدناه لهم أيضاً حينها ولم يصدقونا. واتهمونا بأن الحليب هذا تم رفضه من قبل إيران، ومؤامرة ووو.

إذا أردنا شراء نفس الحليب بمدى صلاحية طويلة، فلن نستطيع شراء سوى كمية قليلة جداً لا تكفي ليومين، عدا عن تكاليف الشحن الباهظة من ألمانيا. وذلك لم نفعله لأول مرة (يبدو أن القصد.. ليست المرة الأولى التي نشتري فيها ونوزع حليبا مدى صلاحيته قصيرة)، والكثير من المنظمات تقوم بذلك أيضا، فقد كنا نرسل دائماً علب حليب ذات فترة انتهاء صلاحية قريبة بسعر أرخص وكميات أكبر تغطي أعدادا أكبر من الأطفال، وهذا ما نحتاجه في سوريا حيث القحط وقلة الموارد، لكن الفرق هذه المرة أن تاريخ الصلاحية ممدد من قبل الشركة ذاتها وهي المسؤولة عن ذلك تحت إشراف رقابي ألماني. وألمانيا لا يوجد منافس لها من حيث الجودة و المصداقية. إلا أن معبر باب الهوى ليس لديه على ما يبدو فكرة عن هكذا إجراء وهذا ليس عيبا، لكن العيب و الخطأ ألا يتحروا من هكذا إجراء لتمديد الصلاحية. فقد زودناهم بكل ما يحتاجونه من قوانين تثبت صحة ذلك، ولم يصبروا أكثر من 3 أيام لإتلافها.

حجتهم بخصوص الإحراق هو إشراف لجنتهم فقط على ذلك، وهذا علمياً لا يكفي إطلاقاً لإثبات عدم صلاحية الحليب، حيث يتطلب ذلك فحوصات طبية في مخبر محايد حكومي معترف به وموثوق. ولو صادق على ذلك 10 بروفسورية لا يعتبر قرارهم جائزا من دون التحقق المخبري.

بشأن سؤالك الأخير لست متأكدا إن كان كلامه صحيحاً أم لا، علي التأكد من ذلك من الدكتور مروان، إلا أنه حتى لو فرضنا ذلك، فهذه ما تزال ليست بحجة طالما الوثائق المرفقة تقول وتجزم بصلاحيتها.

*تعقيب المحرر:
حاولنا بكل مهنية وأمانة صحفية أن نعرض لمختلف آراء المعنيين بشحنة حليب الرضع المتلفة، إيمانا من "زمان الوصل" بأنها قضية رأي عام حساسة، تتجاوز كل الولاءات والتقسيمات والتحزبات، بل تتجاوز حتى الثورة والنظام برمتهما، باعتبارها تمس أجيالا تمثل "مستقبل سوريا".. ومع كل ذلك فلا بد من القول إن ردود منظمة بردى لم تقدم إجابات شافية ووافية، إن لم نقل قاطعة، يمكن أن تغلق هذا الملف، لاسيما لجهة إبلاغ معبر "باب الهوى" بقضية اللصاقة الموجودة فوق تاريخ الصلاحية القديم، وإخطارهم بقضية الكتابات الإيرانية، فضلا عن السبب الرئيس الذي يدفع "بردى" والقائمين عليها للتضحية بـ"النوع" مقابل الحصول على "الكم" وهو الذي يتمثل بنهج شراء كميات كبيرة من سلع مشارفة على الانتهاء، ومثيرة للتساؤلات، بدل شراء سلع موثوقة صحيا ولو بسعر أغلى وكميات أقل.. ولعل هذا وغيره هو ما سيجعل موضوع شحنة الحليب مفتوحا إلى حين، بل سيجعل ملف إغاثة الشعب السوري مفتوحا برمته، لوضع ما نستطيع من حقائقه أمام السوريين.

زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (184)

محمد علي

2016-05-10

الاسئله التي يجب ان تطرح : شراء حليب من المانيا ،،، السوق التركي منتجاته ارخص و افضل من الاوروبي مثل اولكار و غير ،،،، لماذا حليب عليه اشارات استفهام عديدة و مثير للجدل ؟ هناك مختبرات مايدة عديدة في تركيا بلامكان احضار تقارير و فحوصات ؟.


أبو عبد الله - ميونخ

2016-05-10

لك من هون لبردى ولا يمرض طفل سوري. والله لو حصل هذا هنا في ألمانيا لقامت الدنيا وما قعدت. هذا تزوير علني بتمديد مدة الصلاحية. والدليل أننا لانخلى من هذه الفضائح كل فترة حيث يتمّ إزالة تاريخ إنتهاء صلاحية المنتج ولصق تاريخ جديد. لكن الإعلام وهيئات الصحة المستقلة تكون بالمرصاد لهذا النصب والإحتيال على المواطن الألماني. لك حتى وزراء عندهم دكتوراة, طاروا بعد إكتشاف غشهم برسالة الدكتوراة. ونادر ما نسمع عنهم في الحياة اليومية. Karl-Theodor zu Guttenberg دليل لكل من يقرأ.


Dr. Bremer

2016-05-11

Das ist offensichtlicher Betrug und Täuschung. Wer so was begeht muss bestraft werden , Barada OrganisationLachnummer.


أبو محمد غازي عنتاب

2016-05-11

هناك نقاط يجب الانتباه إليها مثلاً لماذا لم يتم إعادة تعبئة الأغذية مرة ثانية بعد تمديد صلاحية الإنتهاء ولنفرض جدلاً أن كلامهم صحيح ولم يرتكبوا خطأ عن قصد فكان يجب إعلام المعبر هذه النقطة الأولى أما الثانية فهناك الكثير من الأشخاص عليهم علامات الإستفهام مثال المسؤول عن المكتب الإعلامي وسام صعيدي وهناك الكثير من الأشخاص حذروا من التعامل معه لكونه مخادع و لم يقدم أي جواب على الفضيحة ودافع باستماتة عن خطأ ربما لو حدث لا سمح الله ودخلت الشحنة لمات المئات من الأطفال الأبرياء أما بالنسبة لرئيس الجمعية فلم يعترف بخطأه وقال أنه لم يكن يعرف بأمر اللصاقات والذي يثير الريبة بحد ذاته طريقة الدفاع المستميتة كمحاولة يائسة لإخفاء بعض الحقائق التي لا يريد الكشف عنها التي يمكن أن تفضحه عمل المنظمة إضافة لتعامل المنظمة مع أشخاص مشبوهين في تركيا و غير ذلك ما ذكره الدكتور جمعة من تعرضه للكثير من التهديدات من الأشخاص المذكورة أعلاهم و تهديده بالتصفية الجسدية و محاولة التشكيك بصفته العلمية المرموقة فقط من أجل التنصل من فعلتهم و محاولتهم اليائسة لإخفاء غسيلهم القذر.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي