منع مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، خلال الأسابيع الماضية، العرب من الدخول إلى مدينة "عين العرب" (كوباني)، سواء القادمين من تركيا عبر معبر "مرشد بينار" أو من مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب والرقة.
استغرب السوريون الراغبون في العودة إلى البلاد، سؤال الجنود الأتراك على معبر "مرشد بينار" عن القومية، التي ينتمي إليها العابرون، خلال تجمعهم أمام المعبر استعداداً للعبور إلى "عين العرب"، حسب مجموعة من الشبان حاولوا العبور ليذهبوا إلى قراهم في محيط مدينة ، "تل أبيض" شمال الرقة.
وقال أحد الشبان لـ "زمان الوصل" إنه لم يستطع الدخول بسبب عدم امتلاكه بطاقة تركية "كمليك" المخصصة للسوريين، فيما استطاعت شقيقته اجتياز المعبر من الجهة التركية مع طفلتها الصغيرة، لكنها واجهت مشكلة لدى حاجز يتبع لمسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي رفض دخولها إلى "عين العرب" لأنها عربية، مشيراً إلى أن الجنود الأتراك أخبروهم أن الطرف الآخر لن يسمح لغير الأكراد بالدخول إلى المدينة من المعبر، وحاولوا –الأتراك- منع العرب من الدخول.
وأضاف الشاب، أن شقيقته انتظرت طويلاً على الجهة السورية من المعبر، وشعرت أنها وقعت في مأزق، ولكن نهاية المطاف اجتمع عدد من العابرين غير الأكراد، ليتم نقلهم بعد ذلك بسيارة "سرفيس" إلى "تل أبيض" دون السماح لهم بالنزول في أي مكان آخر.
وتحدثت سيدة من حلب، لم تذكر اسمها لـ"لزمان الوصل" إنها كانت تنتظر العبور قرب المعبر، واستأجرت سيارة لنقل حقائبها وأكياس لأغراضها، مقابل 30 ليرة تركية، وفي تمام الساعة 12 بدأ حرس المعبر ينادون الناس للاصطفاف، النساء من الجهة الشرقية والرجال في الطابور الغربي، مضيفة "نادى أحد الجنود من ليس لديه بطاقة تركية لا يقف بالصف وليعود من حيت أتى، ثم كرر فقط الأكراد من هذه المدينة (عين العرب) سيسمح لهم بالعبور".
وتابعت " استغربت هذا الحديث، ولم أتصور أن أمنع من الدخول إلى أي منطقة في سوريا، فتجاهلت حديث الأتراك وعزمت على الدخول، قاصدة مطار القامشلي، بهدف استخدام الطائرة لعبور مناطق المواجهات"، مشيرة إلى أن "حاجز حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) منعها من المرور إلى داخل الأراضي السورية، وبقيت مع مجموعة من الناس تنتظر أغراضها، التي كانت تخضع للتفتيش في السيارة ضمنة ساحة صغيرة مسورة داخل المعبر، حتى بدل عناصر الحاجز رأيهم وطلبوا منهم الركوب بسيارة ستنقلهم إلى "تل أبيض" شمال الرقة ثم إلى مدينة رأس العين بالحسكة".
وكانت "زمان الوصل" رصدت دخول عشرات السوريين الأسابيع الماضية، من تركيا إلى سوريا عبر معبر "مرشد بينار"، يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، الكثير منهم من المحافظات السورية الشرقية وحلب.
وفي السياق ذاته، تحدث مقاتل عربي ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية لـ"زمان الوصل"، عن منع العائلات العربية من التوجه من مناطق تنظيم "الدولة" إلى المناطق الآمنة شمال الرقة وفي "عين العرب"، موضحاً أن قرية اسمها السلحبية، تجمع فيها أكثر من 150 عائلة عربية، لم يسمح لهم التنظيم بالتوجه إلى المناطق الخارجة عن سيطرته، كما لا يسمح لهم حزب "الاتحاد الديمقراطي" الدخول إلى المناطق الآمنة حتى لمجرد العبور إلّا بمسار معين يأخذهم إلى مخيم "المبروكة".
وقال المقاتل: "استطعنا يوم 16 نيسان/أبريل الماضي، تهريب عائلتين من قرية "رأس العين" التابعة لبلدة "صرين"، بسلام وتم تأمينهم"، دون أني يوضح إلى أين نقلوا.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية"، شنّ هجوما مفاجئا على مدينة "عين العرب"، يوم الخميس 25 حزيران/يونيو 2015، بعد أن تنكر عناصره بلباس ميليشيات تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، وسيطر على نقاط عدة داخلها لثلاثة أيام، دارت خلالها مواجهات مع مسلحي الحزب الكردي، أوقعت مئات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.
ويشار إلى أن حزب "الاتحاد الديمقراطي" بمساعدة طيران التحالف الدولي، استعاد مدينة عين العرب نهاية كانون الثاني/ يناير 2015، من يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي سيطر على أجزاء منها في بداية تشرين الأول/ أكتوبر 2014، خلال هجوم واسع بدأه أيلول/ سبتمبر 2014، سيطر خلاله على نحو 300 قرية تابعة لمنطقة "عين العرب"، بعد مواجهات مع الحزب.
محمد الحسين - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية