في خطوة فاجأت البعض، ورأى آخرون أنها "طبيعية تعكس إجرام النظام بحق معارضيه ومواليه على حد سواء"، منعت قوات النظام سكان ريف اللاذقية النازحين إلى مدينة اللاذقية من العودة إلى قراهم التي سيطر عليها مؤخرا.
وبعدما تناقلت صفحات "فيسبوك" لنشطاء إعلاميين معارضين خبر طرد النظام للسكان الذين حاولوا العودة، تمكن "زمان الوصل" من الاتصال بأحد الذين منعوا من دخول قراهم للوقوف على حقيقة ما جرى.
في حديثه معنا أشار أبو محمد إلى أن الحاجز الأخير للنظام منعه من العبور متذرعا بأنها أوامر من القيادة، "حاولت كثيرا، بل رجوت مسؤول الحاجز، لكن ذلك لم يجدِ نفعا".
وتحدث بصوت متهدج عن أن خسارته كانت مضاعفة، فقد أقاربه الذين اعتبروه مواليا للنظام، وخسر بيته وأراضيه في قريته بجبل الأكراد.
أبو محمد شتم النظام بعبارة بذيئة –لا نستطيع نشرها- وقال "إنه لا عهد له، لم نساند سكان جبلنا بثورتهم ضده، بعدما وعدنا بحماية ممتلكاتنا وأغرانا بعدم اعتقال أبنائنا".
*ساعتان فقط
وكان بعض سكان ريف اللاذقية رفضوا الانضمام للثورة وفضلوا النزوح عن قراهم إلى مدينة اللاذقية مع بداية الحراك المسلح، فاعتبرهم بقية السكان موالين، رغم أنهم لم يثبتوا مشاركتهم في أعمال النظام القتالية ضدهم.
حال أبي محمد ينسحب على العشرات من الموالين من سكان ريف اللاذقية تجرعوا مرارة فقد ما يمتلكون.
حظ البعض كان أفضل، حيث سمحت لهم قوات النظام بالدخول إلى قراهم لساعات، يتفقدون فيها منازلهم وممتلكاتهم، وألزمهم بالمغادرة بعد ذلك.
كما تحدثنا هاتفيا مع "سميحة" إحدى السيدات التي سمح لها النظام بالدخول إلى قريتها "سلمى" لساعتين فقط، وأشارت إلى أنها كانت حزينة لأن منزلها تم تدميره كاملا.
وتضيف "لم يبقَ لدينا شيء، كنا نظن ذلك مؤقتا، وأننا سنعود لقريتنا أيا كان المنتصر، علينا الآن أن نبدأ ببناء حياتنا من جديد".
ولم يتسنَّ لـ،"سميحة" معرفة سبب عدم السماح لها بالعودة للإقامة في قريتها معرفة السبب في ذلك، ولم تكن مقتنعة بما أخبرها به أحد العناصر بأن المنطقة غير آمنة.
*كانتون علوي
ويرجح متابعون أن النظام يعمل على إفراغ المنطقة من سكانها من أجل إنشاء "كانتون" وصفوه بالطائفي في الساحل، وأشاروا إلى أنه سيضم إليه لاحقا مناطق أخرى وصولا إلى سهل الغاب شرقا حتى يكون آمنا.
وهذا ما يؤكده أبو إشراق وهو رئيس مجلس محلي سابق في ريف اللاذقية، ويضيف عليه اعتقاده برغبة النظام في تحويل ريف اللاذقية إلى منطقة عسكرية تفصله عن محافظتي إدلب وحماة، "حتى لا تصل قذائف فصائل المعارضة إلى القرى الموالية له".
وبما أن النظام لم يعلن سبب ما يقدم عليه فقد تنوعت تحليلات المعارضين، ولم تتفق على سبب محدد لهذا الإجراء.
أبو رشيد قائد عسكري في "الفرقة الأولى الساحلية" يجزم أن النظام سيمنح المنازل وبساتين الفاكهة كمكافأة لضباطه الذين خاضوا معاركه ولم يتخلوا عنه، ويستشهد على ذلك بما شاهده عبر منظار مقرب من سكن ضباط في المنازل المتميزة بعد إعادة تأثيثها وطلائها.
وكانت قوات النظام سيطرت على غالبية مساحة جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية مطلع العام الحالي تحت غطاء جوي روسي، اضطر من تبقى من السكان للنزوح باتجاه الحدود التركية.
عبد السلام حاج بكري -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية