نجا الناشط الإعلامي محمود عرابي من محاولة اغتيال استهدفته في مدينة "الريحانية" التركية قرب الحدود السورية منذ أيام.
وأسفرت بحسب الطبيب المختص عن إصابته بكسرين في الجمجمة والفك السفلي الذي استقرت فيه رصاصة أطلقها عليه أحدهم وهو يهم بركوب سيارته في سوق المدينة التي تعج بعشرات آلاف اللاجئين السوريين.
النجاة كانت بفعل العناية الإلهية كما ينقل "محمود" عن الطبيب المختص، كون الرصاصة انحرفت عن النخاع الشوكي قيد أنملة، ساهم بذلك أيضا عطل المسدس الذي حال دون إطلاق الرصاصة الثانية، ليبقى الشاب الذي لمع نجمه في معارك "باباعمرو" و"القصير" وحمص والقلمون، مراسلا لقناة "الجزيرة" طريح الفراش مضطرا للعيش على السوائل وممنوعا من التكلم لمدة شهر، بانتظار عمل جراحي لاحقا.
"عرابي" وفي مراسلة كتابية عن طريق "واتس أب" كشف لـ"زمان الوصل" أنه لا يتهم النظام أو التنظيم، وإنما تحوم شكوكه حول "أشخاص يحسبون أنفسهم على الثورة"، معتبرا أن "الصحافة ليست المكان المناسب لذكر أسمائهم".
وأضاف "قدمت إفادتي عند الإخوة في السلطات التركية وأعطيتهم المعلومات والأسماء والمعطيات، وهي كثيرة، والتي قد تفيد في إلقاء القبض على القتلة ومحاكمتهم وفق القانون التركي مكان وقوع الجرم، إضافة إلى الصور ومشاهد الفيديو التي التقطتها الكاميرات الموجودة مكان وقوع الحادثة".
وتابع "عرابي" "نحن على ثقة بأن جريمة من هذا النوع لن تمرّ مرور الكرام، حيث وعدت السلطات التركية بأن تبذل ما بوسعها للقبض على الفاعلين، كما سيصار لتقديم شكاوى إلى جهات أخرى بحق المتورطين بهذا الأمر".
ورأى الناشط الذي فقد الكثير من أهله وأصدقائه في معارك "باباعمرو" أن عمله كإعلامي "ليس سبباً كافياً للتخطيط وتكليف قتلة مأجورين بمراقبتي واغتيالي" مضيفا "أنا ابن مؤسسة عسكرية عمرها 5 سنوات (كتائب الفاروق) التي عانت طوال تلك السنوات من التشويه والتحريض، بسبب ثباتها على مواقفها وعدم انحرافها وانجرارها وراء المشاريع التي أراد بعض المنتمين إليها سابقاً أن يذهبوا بها إلى الشذوذ والابتعاد عن أهداف الثورة والشعب، لكن فشلوا بفضل الله، وربما تولدت عندهم ردود أفعال عنيفة تنم عن فكرهم الذي تتلمذوا عليه ويريدون نشره بين مكونات الشعب السوري الثائر".
وحسب "عرابي" فقد "نجحوا بتجنيد اثنين لا يتجاوز عمر الواحد منهما 20 عاما لارتكاب جريمة اغتيال في دولة تستضيف ملايين اللاجئين، غير مبالين بالنتائج العكسية لهذا العمل الدنيء".
وأوضح "محمود" أنه يشعر بوضع جيد حاليا، معتبرا أن "كل ما حصل لي هو بمثابة كابوس صحوت منه، سأتابع ما بدأت به، وليست هذه الرصاصة الأولى، وهم يعلمون ذلك، وربما لن تكون الأخيرة".
وفي تفاصيل محاولة الاغتيال يقول "عرابي" إنه "أعطي الأمر لاثنين من القتلة المأجورين بمراقبة تحركاتي في منطقة الريحانية ليقع الحادث بتاريخ 23-4-2016، بتمام الساعة 7 مساءً وأثناء شرائي لبعض حاجيات المنزل بالقرب من (فروج بركات)، وهي منطقة شديدة الازدحام، جاء ملثمان يستقلان دراجة نارية وقام أحدهما بإطلاق النار على رأسي من الخلف، وأراد أن يتبعها بأخرى لكن بفضل الله فإن المسدس تعطّل ولم تخرج الرصاصة الثانية".
وروى "محمود" نقلاً عن شهود عيان "إن أحد الشابين ترجّل عن الدراجة ووضع المسدس في رأسي وأطلق النار مباشرةً، فأغمي عليّ، وأراد القاتل أن يتبع رأسي برصاصة أخرى لكنه فشل، ما أثار غضبه وجعله يشتم الذات الإلهية، ليمتطى دراجته ويلوذ بالفرار وسط ذهول جميع الناس الموجودين في المكان".
وأضاف "تم إسعافي إلى المشفى الحكومي في الريحانية وبعدها إلى أنطاكيا، ببداية الأمر وعندما صحوت من غيبوبتي كنت أظن اني في حلم، لدرجة أني كنت (أقرص جسدي) طوال فترة الانتقال من الريحانية إلى أنطاكيا، إلى أن قال لي أحد اصدقائي إنه تم إطلاق النار علي وإن وضعي مستقر، حتى تلك اللحظة لم أكن اشعر بشيء، ولا أذكر أنني سمعت صوت دراجة نارية ولا إطلاق نار".
وتكررت حوادث الاعتداء على الناشطين الإعلاميين والصحفيين في تركيا بشكل لافت مؤخرا، حيث قضى ناشطان من مجموعة "الرقة تذبح بصمت"، في مدينة أورفة، وكذلك الصحفي ناجي الجرف الذي اغتيل في عينتاب بمسدس كاتم صوت، وكان آخرهم المذيع "زاهر شرقاط" في عينتاب أيضا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية