لقي واحد من أهم ضباط النظام مصرعه في حقل جزل بريف حمص، خلال المعارك المندلعة بين النظام وتنظيم "الدولة"؛ لتطوى بذلك صفحة ضابط كان يتسلم قيادة أهم الحواجز العسكرية وأضخمها في عموم سوريا.
فقد قتل العميد "قصي عبدالكريم إبراهيم" في حقل جزل عندما سقطت عليه قذيفة هاون أطلقها التنظيم، عقب أن استدعاه النظام إلى هناك محاولا الاستفادة من خبرته الميدانية في محاولة إيقاف تمدد عناصر التنظيم، باتجاه حقول الغاز الاستراتيجية في ريف حمص.
أسند النظام إلى "إبراهيم" -خلال سنوات الثورة- مهمات عديدة، تركزت معظمها في حمص وريفها، أيام كانت المحافظة تشكل الرقم الصعب ثوريا وعسكريا في قاموس النظام، حيث أشرف على قوات النظام في منطقة البياضة بريف حمص، وفي السعن، وغيرها من المناطق.
ولكن أهم وأكثر المواقع التي شغلها حساسية، كان حاجز "ملوك"، الذي يعد ثكنة عسكرية ضخمة جدا، تتجاوز مساحتها نحو 15 كيلومتر مربع، وتضم نحو 1200 عنصر مدججين بشتى أنواع السلاح، وفي مقدمتها نحو 60 دبابة فضلا عن عشرات المدرعات والمدافع، ما يجعل تسميته بـ"الحاجز" نوعا من التبسيط المخل.
وأنشأ النظام الحاجز عقب تحرر مدن وبلدات الريف الشمالي، وعززه بشكل مبالغ فيه، حتى يضمن فصل الريف الحمصي عن المدينة، وليكون مركزا لقصف كل ما يقع في محيطه من القرى والبلدات الثائرة، وقد شكل الحاجز مصدرا للموت والدمار عانى منه الريف الحمصي طويلا.
وفضلا عن مساحته الشاسعة وقوته النارية وتحصيناته الشديدة، فإن "ملوك" أنشئ في محيط قرى موالية تشكل حاضنة ودعما إضافيا للحاجز، الذي يتكون من عدة نقاط عسكرية، أهمها "ملوك" الذي كان مقرا لشركة سيارات سميت على اسم صاحبها، قبل أن يصبح رمزا للقتل والحصار والدمار، لاسيما أيام كان "قصي إبراهيم" قائدا له، حيث كان الأخير لايوفر فرصة لقصف قرى "جيرانه"، باعتباره متحدرا من قرية "المشرفة" المجاورة لبلدات تلبيسة والغنطو وتير معلة، وهي من أكثر البلدات التي عانت من "ملوك" ومن كان يرأسه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية