المشرحة
والسيدة قمر
أمي
تقطن بالأبيض
والأسود
والتظليل
بسيقان ملفوفة جيداً
وصوت مبحوح من وجع
والسيدة قمر
امرأةٌ من طري لاحم
بمؤخرة مترفعة
وعينان تحطم قمران كاملان
في حدقتي
حزنها العميق
فاتن غمازتي خديها المورقين
بالشجن
اختفى عمرها خلف مناديل دمشق السود
وصفعات أبي
الحاذقة التصويب
امرأة من حضن وارف
أجادت اغراقنا
حتى آخر السكينة
على فخذ الهدهدة
والتحضير
لكلس تجفيفنا الآتي
والسيدة
التي انكسر عمرها أخيراً
وزعت عواء جراءها إلى أبد القذف
وجلست في غيببوبة يوم كامل
تحملق في سنين أبيضها كعمر...
زوج رحل أخيراً بموكب خياناته الألف
شتائمه
بصاقه
ثقيل ربوضه
ألـ لطخ دهليز قلبها
بقع ظل لا تزول
،
انسل الولد من بين أصابع فتنتها
وها يركض
في صحراء ختنت قلبه....حتى المحو
طوحت دمشق به إلى أقصى النبذ
كسرت نافذة الله
بحجر صداه
اللامع
،
أخذته القبائل إلى وشم الترويض
وعلى ساحل ضحل
شخط الفجر بسكين شمسه
ليله الضال
،
كان اسمه
يشبه وجهه المرضوض
ومض حضوره الذهب
شاش التربية
ألـ ضمد أصابع عمره
اللاهث
نزيز التهذيب ألـ يتفشى
على قطن الإعتذار
والسفح
كان كتردد عاثر
جرب منتعلوه سـياط فحولتهم
أكف تدجينهم
الدامغة الإقناع
مارسته الأقبية
وسفحت بكارته أسئلة
لم يفهم طلاسم
جنونها
وها هو......
مرميٌ
أسفل طرق الترك
أصدقاء تناوبوه بيود العزاء
والتجاهل
أمهات قرئن فاتحة التنصل
وذهبن إلى فرم لحم التشاغل
على خشب التبرير
صبية سرقوا خاتم نبوته
وباعوه
لنخاس التوقع
وها....
يا مهدي*
صديقك القتيل
تعرف بقاياه منك
ان دقق قلبك بأصابع حنوه
رماده
هو ذا.....
سن طفولة من ذهب
حدقتي دمع خضر
خصلة أشقر
شهيد
قمر ملوث
بدم عشق لقيط
زر مقطوع شريان قلبه
محفظة تناثرت
أوراق سمكها كطغو غريق
ثقب في صدغ فكرة
تلصص مكسور أنفه
ركبتي ارتجاف
تستطيع يا مهدي أن تذهب للمشرحة
وتقول :
هو صديقي.....مات قبل ثانيتين
من أن أعرفه
ولكنه كان
يدور في مسرح الجريمة
يقتفي أثره
وككلب
إشتم كل الحضور ألـ تناوبوا
رميه بالكبريت
وثاني أوكسيد الركل
تستطيع يا مهدي
أن تهتدي لقبره
حيث جحافل النمل
تقتص بقاياه
والعدم....يلوح بساخر خرقة وداعه
جنازه الوحيد
تستطيع يا مهدي
انك حقاً تستطيع....!!!!
××××
25/9/2008 البحرين
* مهدي... صديق شاعر
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية