أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أكثر من 1500 نازح طردوا من السويداء.. "زمان الوصل" تكشف كيف يكذّب الموالون بعضهم بعضا

"مشيخة العقل" تولت تحريك ملف طرد النازحين ورفعه إلى دمشق - زمان الوصل

• 18 شخصية "درزية" دعت لبحث موضوع "النازحين القادمين عبر مناطق داعش"
• "جربوع" حذر "علي حيدر" من عواقب وخيمة إن وافقت دمشق على "احتضان الإرهاب" في السويداء.

هاربون من "المجموعات المسلحة"، أم مطرودون من السويداء بقرار "أمني-ديني" مشترك، لاقى ترحيبا شعبيا؟!.. ذلك هو السؤال الذي حاول النظام إخفاء جوابه، ولكن الشبكات الموالية كشفت الحقيقة من حيث لاتريد.

فعلى كبرى شبكات النظام المدارة مخابراتيا، ظهر يوم الجمعة خبر مختصر مع عدد من الصور يقول: "وصول مئات الأسر الفارة من المجموعات المسلحة إلى مركز الإيواء في بلدة الحرجلة (ريف دمشق) قادمين من ريف حلب و الرقة و دير الزور... عدد الواصلين تجاوز 1500 مواطن".. انتهى الخبر.

ولكن حقيقة هؤلاء "الفارين من المجموعات المسلحة"، كشفتها وبلا مواربة، بل وبلغة كلها افتخار، شبكات مؤيدة تتابع الشأن العام في السويداء، فتحدثت أهم هذه الشبكات عما سمته قرارا "رفيع المستوى" وبتدخل من "مشايخ العقل الأفاضل"، قضى بترحيل "الوافدين" الموجودين في شرق السويداء إلى معسكر الطلائع ببلدة "رساس"، بمرافقة مرتزقة اللجان الشعبية الذين سيتولون التحقيق معهم وتفتيشهم؛ ليتم نقلهم لاحقا إلى ريف دمشق. وهو ما حصل فعلا.

*لاتسقبلوهم
شبكة موالية أخرى كشفت مزيدا من التفاصيل حول حادثة الترحيل، وروتها بنبرة تمجيد كونها (أي حادثة الترحيل) تمثل خطوة للحفاظ على "أمن الجبل الغالي"، وتجسد "الغيرة على الأعراض والأهل"، ويستحق كل من دعا وعمل لها (حادثة الترحيل) أن "ترفع له القبعة".

وقالت الشبكة إن "شيخ عقل الطائفة يوسف جربوع اتصل بمسؤولين من النظام في دمشق، واستفسر منهم عن ظاهرة النازحين، بوصفها "ظاهرة غريبة وغير مألوفة"، فكان ردّ مسوؤلي النظام أن النازحين أتوا من مناطق آمنة، ولا داعي لنزوحهم.

ووفقا للشبكة المؤيدة فقد حرض المسؤولون في دمشق "جربوع" على رفض دخول النازحين إلى السويداء والتمنع عن إيوائهم، ثم أتى دور من يسمى وزير المصالحة الوطنية "علي حيدر" الذي قدم إلى "مقام عين الزمان"، وسمع من "جربوع" كلاما مشوبا بنبرة الانزعاج حول الأمر، ومغلفا بلهجة التهديد.

فقد حذر "جربوع" من عدم ضمانه ردة فعل "شبابنا" على وجود النازحين، الذي يمثل احتضانهم "احتضانا للإرهاب"، ستكون عواقبه وخيمة، وفق رؤية "شيخ العقل".

وأخبر "جربوع" وزير النظام أنه سـوف "يصبر حتى بداية الأسبوع القادم"، تبعا للوعد الذي نلقه "حيدر" من دمشق.

*عريضة
وتأكيدا على التوجه الرسمي والشعبي في السويداء تجاه ملف النازحين، رفعت 18 شخصية "درزية" بتاريخ 26 الجاري، طلبا خطيا (عريضة) إلى "رئيس مجلس محافظة السويداء"؛ لعقد جلسة عاجلة و"استثنائية" من أجل بحث 5 موضوعات ملحة.

ووضعت الشخصيات الموقعة على الطلب "ملف الوافدين" في المرتبة الثانية، منوهة بأنهم قدموا من دير الزور والرقة "عبر المناطق التي تسيطر عليها داعش" وأنهم (النازحون) ينتشرون "على ساحة المحافظة بدون مراقبة أمنية"، في إيحاء واضح بأنهم "إرهابيون" أو مشتبه بصلاتهم "الإرهابية".

وبالتزامن كتب أحد الإعلاميين الموجودين في السويداء رأيه في موضوع "الوافدين"، قائلا إنه عاين حالهم عن قرب، والتقى بعدد منهم، مطمئنا "أهل الجبل" بأن النازحين وفدوا على السويداء "عابرين" وليس بقصد الاستقرار!

وذكّر الإعلامي "أهل الجبل" بأن النازحين الذين يتخوفون منهم لدى بعضهم "أبناء في الجيش العربي السوري ومنهم من يخدم في السويداء"، معتبرا أن حالة الحذر التي سادت من النازحين هي أمر مشروع"، قبل أن يستدرك: "ولكن كان هناك مغالاة فيها؛ مما ساهم في خلق حالة من القلق والإرباك".

واستعرض الإعلامي بعض حالات النازحين ومن بينهم امرأة في التسعين، وآخر ينزف جرحه من أثر عملية جراحية، وأخرى تعاني الإعاقة، منوها بأن هؤلاء وأمثالهم "لايشكلون أبدا بيئة حاضنة للإرهاب".

وقد قابل المعلقون شهادة الإعلامي بالنقد والتجريح، والتأكيد على أن النازحين يشكلون خلايا تخريب وإرهاب، ولذا ينبغي الحذر منهم، وإبعادهم نهائيا عن "الجبل"، وعدم الركون إلى ما وصفوه بـ"طيبة وكرم بني معروف".

وكشفت مجمل التعليقات في الصفحات الموالية حول موضوع النازحين في السويداء عن انتشار روح "الكراهية" و"المناطقية الانعزالية"، مقابل أصوات خافتة جدا، دعت لتناول الموضوع بعقلانية بعيدا عن التعميم، دون أن تتجرأ على نقد الدعوات التحريضية ضد النازحين التي تطالب بعدم استقبالهم، وبطردهم وترحيلهم خارج حدود السويداء، وهذا ما حصل بالفعل، حيث نقلهم النظام إلى ريف دمشق.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
(92)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي