بعد أن وثق ناشطون إعلاميون وقادة عسكريون في ريف اللاذقية قيادة ضباط من روسيا لغالبية معارك النظام في المنطقة منذ عامين حتى الآن من خلال التنصت على مكالماتهم على قبضات الاتصال اللاسلكية، اليوم تعترف صفحات موالية للنظام بمشاركة جنود روس في المعارك على الأرض.
وتنشر صفحة "كتيبة رجال القمة" على "فيس بوك" خبرا عن اشتراك جنود من روسيا ميدانيا في المعارك الأخيرة التي سيطر فيها النظام على غالبية مساحة جبلي الأكراد والتركمان بغطاء جوي روسي، وتتفاخر بعرض صور لهم مع أسلحتهم الموجهة إلى صدور السوريين.
رغم حديث بعض الإعلاميين والثوار عن مشاركات سابقة للجنود الروس، إلا أنهم لم يستطيعوا توثيق ذلك رغم ورود الكثير من الأنباء التي تشير إلى مصرع عدد منهم في ريف اللاذقية.
*"الكلب وذيله"
اليوم وفي ظل الهدنة المفترضة يطل الروسي برأسه حاملا سلاح القتل بوجه السوريين، ليؤكد حسب قيادي في "الفرقة الأولى الساحلية" أن "الكلب لم يتخلَّ عن ذيله بعد"، وليثبت لمن كان ينتابه الشك بأن روسيا لن تتوانى عن المشاركة الميدانية إلى جانب قوات النظام لحماية الأسد ونظامه.
القيادي أبو فاطمة يقول "كان الضباط الروس يقودون معارك النظام ضد شعبه في ريف اللاذقية من غرف العمليات والسفن البحرية ولا سيما التي كانت ترسو قبالة شاطئ البسيط، ولكن مشاركتهم تلك لم تكن كافية لإحراز التقدم على الأرض، الأمر الذي اضطر روسيا للزج بأفراد من نخبة جيشها لإحراز التقدم المخطط له".
"ومما أرغم روسيا على المشاركة الفعلية الميدانية هو النقص الكبير في صفوف قوات النظام وفشل التشكيلات الرديفة في المعارك بسبب نقص الخبرة والتدريب".
ويرى القيادي في "الفرقة الأولى الساحلية" أن أهداف روسيا من المشاركة زيادة رقعة سيطرة النظام في المنطقة التي يحسبها العالم مخطئا أنها تضم الموالين.
*كانتون غرب العاصي
التواجد الروسي البري اليوم في ريف اللاذقية يؤكد أن الانسحاب الروسي من سوريا لم يكن إلا لعبة إعلامية، وهذا ما تثبته غارات الطيران الروسي المتوالية على جبل الأكراد وكثير من المناطق السورية لا سيما حلب وريفها.
يرى المحلل السياسي والعسكري "طارق حاج بكري" أن غاية التواجد الروسي في الساحل السوري المتمثل في القواعد العسكرية في طرطوس و"حميميم" وقيادة القوى البحرية، هي حماية النظام من السقوط.
ولكنه يشير في الوقت عينه إلى أن روسيا غير متأكدة من إمكانيتها الحفاظ على سلطة الأسد في دمشق، "لذلك تسعى للانتقال باتجاه تنفيذ الخطة (ب) التي تنص على إقامة كانتون علوي غرب نهر العاصي، ولكن هذه المرة ليس محبة بالأسد بل من أجل حماية مصالحها في سوريا وإبقاء موطئ قدم لها في المياه الدافئة".
وكانت وسائل إعلام نقلت في اليومين الماضيين أخبارا عن وصول دفعات إضافية من الجنود الروس والعتاد الحربي الثقيل إلى الموانئ السورية، الأمر الذي يؤشر بوضوح إلى يأس روسيا من استمرار سلطات الأسد واضطرارها لحماية مصالحها ووجودها في المنطقة بنفسها.
عبدالسلام حاج بكري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية