جلس شبيحة النظام يتفرجون شامتين، بينما يقوم عناصر بلدية اللاذقية بتكسير بسطات الفقراء وغير المدعومين في حديقة البطرنة على الكورنيش الشمالي.
عشرات البسطات الخشبية تم تكسيرها أمس وامتلأت أرضية الحديقة بكافة أنواع الخضار والفواكه وألعاب الأطفال والمئات من أقدام الشبيحة وعناصر البلدية تدوسها وتهشمها.
الشبيحة الذين شمتوا وتحمسوا لاحقا وشاركوا في هرس الخضار وتهشيم كل ما كان على بسطات الفقراء، هم أيضا لديهم بسطات يبيعون المواد ذاتها وغيرها، ولكن لم يتجرأ عناصر البلدية على الاقتراب منها وبقيت منتشرة في أرجاء الحديقة.
*الشبيحة يسخرون
ونقل "محمد الساحلي" مراسل "شبكة إعلام اللاذقية" المعارضة أن الباعة الشبيحة كانوا ينادون بأعلى صوتهم ساخرين عند هرس الخضار وتهشيم بقية مواد الفقراء المعروضة للبيع "خيار.. بندورة.. تفاح.. سكاكر.. الخ" ويترافق النداء باسم المادة التي يحطمونها.
وأفاد "الساحلي" لـ"زمان الوصل" بأن الباعة طلبوا من عناصر البلدية الذين آزرتهم الشرطة استمهالهم لنقل بسطاتهم والمواد التي عليها إلى مكان آخر، متعهدين بعدم العودة إلى الحديقة ثانية، لكن طلبهم جوبه بالرفض وتعرض أحدهم لضرب مبرح من عناصر الشرطة عندما حاول الفرار ببسطته.
لم يستطع أبو خالد (الرجل الستيني) منع دموعه/ كما نقل مراسل شبكة إعلام اللاذقية وقال وهو يغطي وجهه بيديه ليخفيها "كيف سأدفع مصاريف علاج زوجتي المريضة، ومن أين لي بثمن طعام أحفادي اليتامى، لا أمتلك ثمن بسطة جديدة، ولم يعد هناك مكان أستطيع البيع فيه بعدما حرمت البلدية البسطاء مثلي من البيع في أي مكان، الله وحده ما يعرف ما سيحل بنا؟".
بصوت عال لا يشوبه الخوف شتم أبو خالد من زاوية الحديقة البلدية وعناصر الشرطة، وخاطبهم "لماذا ممنوع علينا فقط (يقصد البسطاء من غير المدعومين) أن نعمل بينما تتركون أزلامكم ومخبريكم وشبيحتكم يبيعون ويفعلون ما يريدون".
*مخدرات وأسلحة
ويؤكد عمر.س وهو بائع خضروات على بسطة كان يضعها في ساحة "الشيخ ضاهر" وسط المدينة، أن الشبيحة يبيعون على بسطاتهم المواد المهربة كالدخان والمشروبات الروحية، ومنهم من يبيع المخدرات والأفلام الإباحية.
وأشار إلى أن أحدهم يبيع الأسلحة مثل المسدسات والكلاشنكوف بمعرفة أجهزة الأمن والشرطة والبلدية في المدينة.
وكانت بلدية اللاذقية شنت حملة كبيرة منذ بداية هذا الشهر لإزالة البسطات من شوارع المدينة وساحاتها وحدائقها، "لكنها لم تستطع إزالة بسطة شبيح واحد، واقتصرت حملتها على الباعة، من سكان الأحياء الفقيرة كالصليبة والرمل الجنوبي والسكنتوري" حسب قول البائع عمر.
واعتقلت شرطة المحافظة منذ بداية الحملة العشرات من الباعة الذين حاولوا منعها من إزالة بسطاتهم، وزجتهم في السجون دون محاكمة.
عبد السلام حاج بكري -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية