أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يحدث في بيروت.. طلاب يضيّقون فضاء أدونيس في مدح "ملك البراميل" ويقصون أجنحة استعلائه

إحدى لافتات الاحتجاج

رفع طلاب الجامعة الأمريكية صوتهم المحتج عاليا دون أن ينبسوا بحرف، في وجه "علي أحمد إسبر" المقلب أدونيس، تعبيرا عن رفضهم لاستقبال هذا الشخص الذي استمات في تشويه الثورة السورية وتصويرها كحركة نكوصية همجية دموية، ولم يكتف بذلك بل عمد إلى الدفاع عن بشار الأسد وتبرئته من جرائمه، حتى ولو كانت بحجم مجزرة الكيماوي في الغوطة، التي علق عليها أدونيس قائلا "لم يتمّ التأكد بدقة من الجهة التي استخدمت الأسلحة الكيميائية".

وأشهر طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت لافتات متعددة في وجه أدونيس، في محاولة لتعرية ازدواجيته، وتذكيره ببعض ما كان يسوّقه من عبارات قبل الثورة السورية، وما بات يتصرف ويصرح إبان اندلاعها.

وفي حركة تدل على مدى السخرية من تناقضات أدونيس، رفع أحد الطلاب لافتة كتب عليها مقولة للأخير، مفادها: "لماذا تخلو السجون العربية من الكتّاب؟! الكاتب يجب أن يكون دائماً في السجن"، وهي جزء من تصريح أدلى به أدونيس لمجلة "نيويوركر" اعتبر فيه أن معيار التزام الكاتب بقول الحقيقة هو بقاؤه في السجن، "وإذا كان خارج السجن، فمعنى ذلك أنه لا يقول الحقيقة".

وجاءت دعوة أدونيس للجامعة الأمريكية في بيروت بمناسبة مضي 150 عاما على تأسيسها، وبعد مرور 68 عاما على زيارته الأولى إلى حرمها، "عندما أتى إليها من اللاذقية فتى يافعاً عام 1948 لاستلام جائزة جمعية العروة الوثقى الشعرية، وأصرّ مسؤولو الحزب القومي (السوري الاجتماعي)، ضد رغبة الجهة المنظمة، إلا أن يلقي القصيدة الفائزة في قاعة الوست هول وشعار الزوبعة يزين صدره"، كما قال الكاتب والسينمائي السوري محمد علي الأتاسي.

ولكن ما كان ضد رغبة الجهة المنظمة في عام 1948، جاء برغبة ورضى أدونيس بتاريخ 23 نيسان 2016، عندما دخل الجامعة الأمريكية، وعبر بلا خجل ولا وجل من تحت يافطة كبيرة خطتها مليشيا نسور الزوبعة تقول: "مداد الدم، شهادة أرض واحدة"، بينما كانت هذه المليشيا المحسوبة على "القومي السوري" –وماتزال- تسبح في دماء السوريين، الذين قتلتهم إكراما لبقاء الأسد.

أدونيس الذي قدِم إلى بيروت وجامعتها الأمريكية، ليلقي على الحضور آراءه في ندوة عنوانها "بيروت: الشعر والفضاء والأجنحة"، حضر دون كثير ضجيج أو حملة إعلان مسبقة تليق بـ"مقامه"، لكن هناك من فوت على الضيف فرصة جديدة للانطلاق في "فضاء" مدح "ملك البراميل" والطيران بـ"أجنحة" الاستعلاء على الحقائق.. وعلى الملايين الذين خرجوا في ثورة لم توافق معايير الجبلاوي القادم من "قصابين".


زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (195)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي