* دكتوراه في الإعلام - فرنسا
دعا وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إلى إنشاء منظمة إقليمية تضم الدول العربية والكيان الصهيوني وإيران وتركيا.
لم يفكر وزير الخارجية أبداً بإطلاق تصريحات يدين فيها ما تقوم به القوات الصهيونية من قتل الأطفال في فلسطين كل يوم، بأسلحة بعضها نعرفه وبعضها لم نسمع عنه بعد.
ربما أن وزير الخارجية لم يسمع بعد، عن بيت حانون ولا عن جنين ولا عن غزة ولم يرَ محمد الدرة ولم ير كيف قام الجنود الصهاينة منذ أيام فقط بإطلاق الرصاص على شاب بهدف التسلية، ولم تبلغ الوزير أنباء الرضع الذين ماتوا مؤخراً على حواجز الاحتلال.
فقط تذكر الوزير أن الكيان الصهيوني يجب أن يكون عضواً في منظمة إقليمية عربية، ولا أعرف إذا كان يقصد الوزير أن يكون الكيان عضواً في الجامعة العربية، وتفتح الجلسات بالقرآن الكريم ثم بالتوراة، وتكون لغة الجامعة العربية والعبرية جنباً إلى جنب.
كنت أتمنى أن أسمع من وزير الخارجية كلاماً يدين فيه حصار أهل فلسطين وتجويعهم وعزلهم عن العالم دونما طعام ولا ماء ولا كهرباء. وكنا نعتقد أن الرجل يدرك خطر الصهيونية فيريد أن يبني منظمة إقليمية تحمي البلاد العربية من ذلك الخطر.
وكنا نحلم أن يرفع عقيرته بانتقاد الولايات المتحدة التي لا تفتأ تقتل أطفال إخوته في العراق وتشرد الرجال وتغتصب النساء.
وليت سيادة الوزير دعا لإنشاء جيش عربي واحد يقوم بردع المحتل و يستطيع أن يدافع عن البحرين نفسها التي دعت طهران يوماً إلى إعادتها للحكم الصفوي ، مدعية أنها أرض إيرانية.
ألم يكن أولى بك يا سيادة الوزير أن تراعي مشاعر أمهات فلسطين اللاتي يفقدن كل يوم فلذات أكبادهن. أو لم يكن الأولى أن تنتظر على الأقل أن ترى الأراضي العربية وقد أعيدت إلى أصحابها قبل أن تطلق ندائك ويا له من نداء!.
لم يعد الكيان الصهيوني بحاجة إلى من يدافع عنه، لا إلى أمريكا ولا إلى بريطانيا، فهاهي دول عربية تستأسد في الدفاع عنه، فبعضنا ينادي لضمه إلى منظمة إقليمية عربية، وآخرون يدعون لجعله عضواً في الجامعة العربية، وبعضهم ينادي بتقسيم فلسطين التاريخية مناصفة بينهم وبين أصحابها. وبعضهم يبذل الجهد ليلاً ونهاراً لإرضائه فيستورد فاكهته ويصدر له ثروات البلاد دون رادع من دماء أهل فلسطين التي طالما أنبتت ليموناً وبرتقالاً في بيارات حيفا والجليل.
في لحظة ما، لم أفهم ما قاله الوزير البحريني البتة، وقلت لعل الرجل أراد أن ينافس أحبابه من وزراء الخارجية العرب الآخرين، فأحد هؤلاء الوزراء استصدر فتوى خاصة احتفل من خلالها بعيد ميلاد حمالة الحطب كونداليزا رايس، وآخر، طلب من أمة المليار ألا تقاوم بل تستسلم وتتوسل لأمريكا حتى ترضى عنا.
وثالث أراد أن يكسر أرجل الفلسطينيين لو دخلوا أرضه على أن يسمح لأرجل الصهاينة أن تدوس كل شبر من بلاده وعاصمة بلاده.
وهكذا، لم يجد وزير الخارجية البحريني نفسه نشازاً في هذه المعمعة فقد رقص حكامنا مع قاتل أبنائنا، وما تجرأ واحد منهم على انتقاد احتلال القوات البربرية الأمريكية للعراق العظيم، ولا حتى على غدر رئيسه الشهيد صدام حسين جعله الله في عليين.
ولكل هذا وجد الشيخ خالد نفسه طبيعياً بدرجة عالية ولم يلحظ أنه يعاني ككثير من زملائه من انهيار تام في الكرامة العربية.
ولهذا فقد ظننا سابقاً أن تعيين "هدى نونو" اليهودية كسفيرة للبحرين في واشنطن لم يكن من باب الكفاءة والسفير المناسب في المكان المناسب، بل كان المقصود منه تبيان الاعتدال البحريني لحكومة الإرهاب في واشنطن ولحليفتها في تل أبيب.
وهذا ليس جديداً على الحكمة البحرينية التي رفعت الحظر عن استيراد البضائع والمنتجات الصهيونية في العام 2005 ضاربة بعرض الحائط كل القرارات العربية التي اتخذت لمقاطعة الصهاينة ، وضاربة عرض الحائط أيضاً بعذابات أمهات فلسطين وبدماء الشهداء في فلسطين.
ليس لدينا أي موقف من الحكومة البحرينية ولكن لدينا خطوطاً حمراء بل خط أحمر واحد اسمه فلسطين.
فلو بلغ المرء ما بلغ من منزلة أدبية أو سياسية أو اجتماعية فهو لا يساوي لدينا ذرة تراب من فلسطين ولا نقطة دماء من شهيد ولا دمعة من صغير أو شيخ كبير بل لا يساوي حبة ليمون من ليمون فلسطين.
ولهذا أجد لزاماً أن أذكّر السيد وزير الخارجية البحريني فلعله نسي بسبب تعب الاستقبال والاحتفالات التي أعدتها المملكة لاستقبال الإرهابي بوش، أنه لا وجود لدولة اسمها إسرائيل، هم يا سيادة الوزير عصابات إجرامية جاءت أرض فلسطين فقتلت ونهبت وسلبت واستعمرت، وسيأتي يوم تقلب فيه الكفة والحق لا يموت، وستتحرر فلسطين من النهر إلى البحر، وصدقني يا سيادة الوزير لن يكون هناك منظمة إقليمية تضم الكيان الصهيوني وإن كانت فهي كغيرها ستموت عاجلاً غير آجل، أؤكد لك يا وزير الخارجية أن التصفيقات التي ستحصل عليها اليوم من أمريكا و الصهاينة ستتحول إلى لعنات أبدية من الشعوب، فالشعوب أقوى من الحكام وسيأتي ذلك الزمن الذي ستحل فيه اللعنة المتواصلة على كل من حاول أن يسوق لنا الصهاينة فاجتنب تلك اللعنة فإن الجماهير لا تنسى وإن غداً لناظره قريب.
ولإخوة الجراح في فلسطين لا أجد أفضل من أن أذكرهم بقوله تعالى" ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية