يسعى مشروع "نداء الأحبة حول العالم" أو "طلبيات" إلى أن يكون همزة وصل بين السوريين في مختلف أنحاء العالم وذويهم أو معارفهم أو أصدقائهم في الداخل السوري، وتقريب المسافات بينهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإغاثي والإنساني للمحتاجين داخل سوريا.
ولأن مفاتيح المحبة كثيرة ومتنوعة اختار القائمون على المشروع أن تكون الهدية هي الوسيلة للربط بين الأحبة سواء كانوا من الأهل أو الأصدقاء أو المعارف، وكانت الفكرة كما يقول مؤسس المشروع ومديره المهندس "محمد كامل مجوز" لـ"زمان الوصل" هي تقريب المسافات وخاصة أن السوريين أصبحوا لاجئين ومغتربين في كل دول العالم، ومن هنا جاءت فكرة الهدية سواء كانت وردة أو بوكيه ورد أو كلمة جميلة".
ويردف محدثنا أن "الأحداث المريرة التي يمر بها السوريون جعلتهم بأمسّ الحاجة إلى من يبلسم جراحهم ويرد لهم الروح بعيداً عن الحرب والألم والأحزان".
بدأ مشروع طلبيات من خلال عدد محدود من الشبان والصبايا وهم بمجملهم طلاب جامعيون ليصل العدد إلى 150 شاباً وصبية موزعين حول العالم من بينهم 10 أشخاص غير سوريين.
وحول آلية عمل الفريق وكيفية التنسيق أوضح "المجوز" أن المشروع يتلخص في تلبية رغبة أي إنسان لاجىء أو مغترب يريد إيصال هدية لأهله أو أقاربه بعد أن يتواصل مع الفريق عبر "فيسبوك".
ويتولى أحد أعضاء الفريق ممكن يكون عادة من سكان نفس المدينة بشرائها وإيصالها للشخص المقصود بأسلوب حضاري وراقٍ ليكون لها التأثير النفسي المأمول.
ويتحدث صاحب الفكرة بحماس عن مغتربة بعيدة عن أهلها لم يكن بمقدورها التواصل معهم لعدم توفر وسائط التواصل من (فايبر) أو (واتس آب) أو (فيسبوك) لديهم فتم إرسال ناشطة من المشروع أمّنت للمغتربة اتصالاً حميمياً بذويها كان له بالغ الأثر في نفوسهما. كما تمكن الفريق -كما يؤكد "المجوز- من تأمين الدواء بشكل يومي لمسن حلبي لا يستطيع أن يقوم باحتياجاته بعد أن تواصل ابنه المغترب مع الفريق.
لم يقتصر عمل فريق "نداء الأحبة حول العالم" على إيصال هدايا المغتربين واللاجئين إلى ذويهم وأصدقائهم وأحبائهم في الداخل بل تكفّل بـ 50 عائلة في سوريا من خلال تأمين الغذاء والاحتياجات الأخرى لهم بشكل يومي-كما يؤكد المهندس- وذلك من خلال التشبيك مع الجمعيات والمنظمات الإنسانية مثل "الهلال الأحمر" و"مبادرون" و"جمعية المقعدين".
ولفت محدثنا إلى أن الفريق نظم لقاء مع 120 طفلاً مقعداً من الفئات الأشد ضعفاً في الداخل السوري بداية العام الحالي، مشيراً إلى أن الفريق وزع على هؤلاء الأطفال ألبسة شتوية وشارك في زرع البسمة على وجوههم.
ويأمل مدير المشروع أن يغطي المشروع شريحة أوسع من الناس المستفيدين مستقبلاً
وأن يكون لدى الفريق تطبيق للموبايل خاص بعملهم -كما يقول- من أجل السرعة في التواصل والاستجابة بين الفريق والمستفيدين من المشروع.
ودعا محدثنا كل شاب وفتاة سوريين أن يتأقلموا مع أوضاعهم الجديدة ومساعدة أنفسهم وعدم الاعتماد على مساعدات الآخرين، بل أن يكونوا -كما يقول- قادرين على بناء حياتهم ومستقبلهم وإكمال أعمالهم أو تحصيلهم العلمي لا أن ينتظروا انتهاء الحرب.
و"محمد كامل مجوز" مهندس معماري من جامعة حلب يحمل شهادة الماجستير في الديكور الداخلي من أميركا -طالب دكتورا في تخصص تخطيط المدن في أميركا-
عمل متطوعاً في الهلال الأحمر العربي السوري فرع حلب منذ العام 2012، ومدرب إسعاف أولي وإسعاف أولي مجتمعي على مستوى الوطن العربي ويعمل حالياً كمدرس مساعد في جامعة وسط "أوكلاهوما" الأمريكية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية