المفاوضات تلفظ أنفاسها الأخيرة.. ووفد المعارضة في جنيف حتى يوم الجمعة

تلفظ جولة جنيف الثالثة أنفاسها الأخيرة ما لم يطرأ تحرك دبلوماسي دولي مرتبط بمعطيات جديدة على الأرض التي تشهد تصعيدا خطيرا من قبل النظام، وهو ما دفع وفد الهيئة العليا للانتقال من مرحلة "التأجيل" إلى مرحلة "التعليق" وربما تصل في لحظة ما إلى مرحلة الإلغاء الكلي، إلا أن هذا الأمر يبدو مستبعدا حتى اللحظة.

وأوضح رئيس الوفد المفاوض "أسعد الزعبي" لـ"زمان الوصل" أن "قرار التأجيل الذي اتخذ بالأمس واستمر حتى ظهر اليوم كان في سياق اختبار ردود فعل المجتمع الدولي على ما طلبناه، ولكن للأسف لم يتجاوب المجتمع فانتقل التأجيل إلى تعليق، والتعليق سوف يستمر وربما يصل إلى مرحلة الانتهاء إن لم يقم المجتمع الدولي بواجبه"

وقال الزعبي: "نحن في جنيف حتى يوم الجمعة إن أرادوا حلا سياسيا نحن جاهزون وقدمنا المذكرات الكفيلة بالحل السياسي، وعلى الطرف الآخر (النظام) أن يلتزم، وعلى الضامنين لهذه العملية السياسية أن ينفذوا ما هو مطلوب منهم".

واضاف: "وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ودول أوروبية قدمت ضمانات شفهية وقالوا سنعمل جاهدين خلال فترة التفاوض على إنجاز كل الأمور الإنسانية، ولكن لا هم أنجزوا الجوانب الإنسانية التي تشكل بيئة مناسبة للتفاوض ولا هم نفذوا ضمانتهم حيال دعم الملف السياسي".

وتابع "الزعبي: "ما نسمعه إلى الآن على لسان المبعوث الأممي أن الطرف الأول (المعارضة) يريد الانتقال إلى هيئة حكم انتقالي والطرف الثاني (النظام) يتحدث عن حكومة انتقالية، بالتالي النظام لا يريد حلا سياسيا ولا يريد تنفيذ قرارات مجلس الأمن وبالتالي لابد من أن تعلق الأمور ريثما يقوم مجلس الأمن والدول الراعية لهذه العملية السياسية بدورهم الحقيقي لدفع هذه العملية قدما".

ويستمر المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مباحثاته اليوم الثلاثاء مع وفد "منصة القاهرة" ووفد "منصة موسكو" وهما وفدان تؤكد الهيئة العليا أنهما استشاريان وليسا وفدي تفاوض، واللقاء سيكون مشتركا (وفدان على طاولة واحدة) على حد تعبير عضو وفد القاهرة "جهاد مقدسي"، كما يلتقي "دي ميستورا" اليوم ممثلي دول مجموعة دعم سوريا ومن المتوقع أن يبحث معهم موضوع "الهدنة" التي لم يعد لها جود فعلي على الأرض، بينما يصر "دي ميستورا" على أنها قائمة.

وسيسلم وفد "منصة القاهرة" دي ميستورا أجوبة على الأسئلة الـ 29 وستكون الأجوبة وفقا لوثائق مؤتمر القاهرة.

ورأى "مقدسي" في تصريح لـ"زمان الوصل" أن من الضرورة الإبقاء على "منصة جنيف مفتوحة" مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ما يؤخر إحراز نتائج هو "عدم جدية السلطة حتى الآن في الدخول في تفاصيل الانتقال السياسي".