أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"رد المظالم".. معركة خرقت جدار الصمت في الرد على خروقات النظام بريف اللاذقية

قرية "نحشبا" التي سيطر عليها ثوار جبل الأكراد الاثنين لساعات -زمان الوصل

مئات القذائف والصواريخ تطلقها قوات النظام يوميا على ما تبقى من ريف اللاذقية المحرر في خرق فاضح للهدنة المعلنة منذ أسابيع وسط صمت دولي مطبق، وتردد واضح من ثوار الريف في الرد على مصادر النيران والخرق.

معركة "رد المظالم" التي أطلقتها عدة فصائل الاثنين كسرت حاجز الصمت والتردد وأعلنت عودة الهمة والنشاط إلى ثوار ريف اللاذقية، ولتثبت إصرارهم على استعادة المناطق التي خسروها تحت وطأة القصف الروسي نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي.

بدت المعركة وكأنها "فشة قهر"، تقدم الثوار خلال ساعاتها الأولى على عدة محاور في جبلي الأكراد والتركمان واسترجعوا عددا من قرى والنقاط المهمة، لكن ما لبثوا أن انسحبوا منها بعد أن كبدوا قوات النظام خسائر كبيرة الأرواح والعتاد.

أبو وائل قائد كتيبة في "الفرقة الأولى الساحلية" يرى أن المعركة كانت على قدر كبير من الأهمية أعادت للثوار الثقة بالنفس والإيمان بإمكانية التقدم مجددا وتحرير المناطق المحتلة.

"كما أنها تهدف لمساندة الثوار بمعركتهم في ريف حماة الشمالي، حيث شغلت قوات النظام المتمركزة في أعالي جبال ريف اللاذقية عن استهدافهم، الأمر الذي مكنهم من إحراز تقدم واضح في محاور الاشتباكات لا سيما في قرية خربة الناقوس". 

أما عن سبب الانسحاب من النقاط التي حرروها صباحا، فأشار إلى صعوبة الاحتفاظ بالنقاط العالية لسهولة استهدافها من قوات النظام التي تسيطر على غالبية التلال المرتفعة.

وقال أبو وائل: قصف النظام النقاط التي حررناها بغزارة نارية منقطعة النظير بكل أنواع الأسلحة من البر والجو والبحر، مما أرغم الثوار على مغادرتها "ولو إلى حين".

ويؤكد أن غزارة النيران التي لم يألفوها سابقا من قوات النظام تؤكد اشتراك القوات الروسية تنفيذا وإشرافا على عمليات النظام ومساهمتها بالقصف من البحر كحد أدني، وأشار إلى أنه لا يستطيع الجزم بمشاركة الطيران الروسي في المعركة رغم عدم استبعاده ذلك. 

وتكرر قوات النظام هجومها على آخر مواقع الثوار بجبل الأكراد بريف اللاذقية لا سيما قرية "الكبانة" الاستراتيجية، حيث يؤكد "طه وسوف" المقاتل في الجيش الحر لـ"زمان الوصل" أن محاولات النظام احتلال القرية التي تجاوزت العشرة باءت بالفشل لبسالة الثوار وإصرارهم على إبقاء موطئ قدم لهم في جبل الأكراد.

وبدا "وسوف" حزينا لاضطرار الثوار للانسحاب من المواقع التي حرروها لا سيما أنهم قدموا أربعة شهداء في هذه المعركة، لكنه يؤكد أن فصائل المعارضة ستستمر في الرد على خروقات النظام للهدنة، ولن تتوقف عن محاولة استرجاع المناطق التي خسروها مؤخرا.

ولا يزال الثوار يسيطرون على مواقع محدودة في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية غير أنها قليلة الأهمية نظرا لانكشافها أمام قوات النظام التي تستهدفها يوميا وكان آخرها القصف على مشفى الشهيد "أسامة أبلق" في "اليمضية" وهو آخر المشافي في ريف اللاذقية.

عبد السلام حاج بكري -زمان الوصل
(148)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي