دلالات انسحاب روحاني من قمة اسطنبول الإسلامية.. السعودية ما تزال تتمتع بثقل كبير جدا

في موقف يعكس وضع إيران داخل منومة العالم الإسلامي، تغيب الرئيس الإيراني عن حضور الجلسة الختامية للقمة الإسلامية المنعقدة في اسطنبول، بعد أن علم يقينا بوجود فقرات في البيان الختامي تدين تصرفات إيران واعتداءها على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في طهران ومشهد، كما تدين تصرفات مليشيا "حزب الله".
وجاء الانسحاب الإيراني الذي سماه البعض "غيابا"، ليؤكد أن طهران تعاني عزلة ضمن العالم الذي يفترض أنها تنتمي إليها، والمنظمة التي تمثله (التعاون الإسلامي)، باعتبار أن إيران تعرف عن نفسها بوصف "الجمهورية الإسلامية".
ويبدو أن المملكة العربية السعودية ما تزال -عكس الشائع- تتمتع بوزن وثقل كبير جدا، جعلها قادرة على تضمين البيان الختامي فقرات تدين إيران، رغم أن للأخيرة سطوة ونفوذا واسعا تمارسه ترهيبا وترغيبا، سواء عبر برنامجها النووي والصاروخي، أوعبر تغلغلها وسيطرتها على مفاصل العراق وسوريا واليمن ولبنان، أوعبر مليشياتها الضاربة، أوعبر بعثات التشييع التي ترسلها إلى أماكن مختلفة من العالم، أو عبر الأموال التي تضخها وتشتري بها بعض الذمم.
ويُظهر السلوك الإيراني المتمثل في مغادرة القمة، عجزا حقيقيا وهزيمة واضحة للدبلوماسية الفارسية في هذه الجولة، كما يعيد توصيف ثقل طهران وحجمها الحقيقي في العالم الإسلامي، الذي باتت شريحة من شعوبه على قناعة بأن النظام الإيراني ليس سوى مشروع قومي متعصب يغطي نفسه بغطاء طائفي، بهدف السيطرة على المنطقة العربية، وتمزيقها وجعلها مجرد "محميات فارسية"، تخضع لكسرى جديد تسمى باسم "المرشد الأعلى".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية