أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حوران.. أهالي "خربة غزالة" ضحايا سياسة التدمير والتهجير والأرض المحروقة

محطة قطار خربة غزالة - أرشيف

ذات ظهيرة من عام 2013 وقفت الشابة "سلمى الغزالي" خلف سياج معدني على الحدود مع الأردن وهي تلوح بيديها لبلدتها "خربة غزالة" التي اضطرت لمغادرتها مع مئات العائلات بعد اقتحام قوات النظام للبلدة الواقعة على الطريق الدولي بين دمشق وعمان.

سلمى هي واحدة من أبناء "خربة غزالة" التي دفعت فاتورة الحرب غالياً مداهماتٍ واعتقالاتٍ وقصفا وترهيبا منذ أيار مايو/2011 إذ "تعرضت البلدة لـ 6 حملات عسكرية كبيرة مدعومة بالجيش والدبابات. بالإضافة إلى عدة عمليات مداهمة واقتحام لمنازل مطلوبين لقوات النظام" كما يقول ناشط فضّل أن يُشار إلى اسمه بـ"م.ن" لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن "البلدة انحازت إلى جانب الشعب السوري المظلوم، وشارك أبناؤها في أولى المظاهرات ضد نظام الأسد، مطالبين بالحرية فانتقم منها النظام شر انتقام". 

ويستعيد الناشط ذكرى تعرّض البلدة لأول قصف مدفعي من قوات النظام وكان ذلك –كما يقول- في 1-7-2012 سقط خلالها شهداء وجرحى من خربة غزالة وقرية الكتيبة.

كما تعرضت خربة غزالة –حسب محدثنا- لأول قصف جوي بصواريخ المروحيات في 14-7-2012 خلال تمهيد اقتحام قوات النظام للبلدة وسقط جرّاء هذا القصف ما يقارب 9000 قذيفة على البلدة تنوعت بين قذائف مدفعية وراجمات الصواريخ والدبابات وما لا يقل عن 50 غارة جوية بطيران الميغ والمروحيات و6 صواريخ أرض -أرض، وما يقارب 8000 قذيفة خلال معركة "جسر حوران". 

لم تكتفِ قوات النظام بقصف خربة غزالة بمختلف أنواع الأسلحة بل لجأت -كما يؤكد-محدثنا لتفجير 45 منزلاً في البلدة وتم تسويتها في الأرض حسب صور الأقمار الصناعية (غوغل ايرث) ناهيك عن الكثير من المنازل المحروقة التي لم تظهر على الأقمار الصناعية وإنما يشاهدوها أهلها من القرى المجاورة للبلدة. 

ومنذ إخلائها عقب معركة جسر حوران التي قطع فيها الجيش الحر الطريق الدولي لم يتبقَّ في البلدة أحد من أبنائها بعد أن كانت تضم قرابة 19 ألف نسمة تقريباً وأصبحت برمتها تحت سيطرة قوات النظام التي حولتها إلى منطقة عسكرية مدمرة ومحروقة ومنهوبة بالكامل. 

ويتوزع معظم أهالي خربة غزالة المهجرين اليوم -حسب إحصائيات المجلس المحلي للبلدة- داخل سوريا على 8 بلدات في ريف درعا ونسبة قليلة منهم في مدينة درعا وفي دمشق وبلغ عدد العائلات في ريف درعا ما يقارب 1852 عائلة.

كما يتواجد داخل الأردن ما يقارب 1698 عائلة لاجئة منهم 335 عائلة داخل مخيمات اللجوء وعدة عائلات في دول أوروبا. 

وتشير الإحصائيات المذكورة إلى وجود أكثر من 170 يتيماً من أبناء البلدة ما يزالون داخل الأراضي السورية، منهم حوالي 50 يتيماً غيّب الموت آباءهم لأسباب طبيعية، فيما فقد 120 يتيماً منهم آباءهم جرّاء الحرب الدائرة في سوريا. وحوالي 130 يتيماً متواجدين على اراضي المملكة الأردنية الهاشمية.

ومن هؤلاء الطفل محمد الذي يدرس في إحدى مدارس مخيم الزعتري في الصف الثاني رغم أنه في العاشرة من عمره ويُفترض أن يكون في الصف الرابع من عمره الدراسي، ولكن ظروفه المعيشية أثرت على تحصيله الدراسي، ولدى محمد شقيق في الخامسة عشرة من عمره لا يرتاد المدرسة بسبب إعالته لأسرته، ولدى سؤاله عن حلمه غص محمد بالإجابة وقال لـ"زمان الوصل" حلمي أن أرجع إلى مدرستي في بلدتي وأن أعود إلى بيتنا".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(278)    هل أعجبتك المقالة (283)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي