أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة وداع للسيد الرئيس بوش .... هشام نجار

السيد الرئيس بعد التحيه قبل ثمان اعوام بالتمام عندما كانت المناظرات بينكم وبين نائب الرئيس كلينتون آل غور محتدمه، دخل علي صديق امريكي المكتب وقال لي: مارأيك في هذه المناظرات ياهشام واين تقف منها ؟ اجبته: إن تأييدي للمرشح ينطلق من نقطتين، الأولى بقدر ما يتضمن برنامجه من إصلاحات يستفيد منها الشعب الأمريكي، والنقطه الثانيه ايجاد حل عادل للظلم الذي شاركت به امريكا مع الأسف ضد أمتي.

 في ذلك الوقت كنتم أيها السيد الرئيس تتكلمون عن القيم الإنسانيه, عن الحريه, عن تحقيق عالم لايطغى فيه الكبير على الصغير ولا المتنفذ على الضعيف فاعجبتك بكلامكم واعطيتكم صوتي لدورة واحده فقط وما أن تقلدتم مقاليد الرئاسه حتى ابتلعتم كل وعودكم دفعة واحده وعرفت فورآ انكم طعنتم المبادئ والقيم التي ناديتم بها وشعرت حينها بالخجل من نفسي لإعطائكم صوتي وهو من اغلى ممتلكاتي.

واليوم وبعد مرور ثمان سنوات على وجودكم في البيت الأبيض بدأت اعرف ان خجلي كان في محله بعد ان شاركني به %75 من الشعب الأمريكي و% 100 من امم الشعوب الأخرى. سيدي الرئيس لقد جنيتم على شعبكم اولآ فأخذتموه الى كوارث خارج حدوده لمجرد ان شيطانكم قد حدثكم بذلك، فقتلتم واحرقتم وهجرتم شعوبآ آمنه وعبث جنودكم حتى بالقيم الإيمانيه والأخلاقيه والإنسانيه فتدربوا على إطلاق الرصاص على القرآن الكريم مستخدمينه كدريئة ,وتحرشوا بالحرائر والأحرار في سجونكم الأرضية والطائره، وبدأتم تسحبوا من خزائن ضرائبنا والتي هي وقاية لنا ولأجيالنا من بعدنا دون رقيب اوحسيب فاصبحت الشركات المتخصصه بالقتل في العراق تملك اكبر رصيد من اموالنا الخضراء، متذرعين بكذبة واحده فقط وهي: (إن لم نأت اليهم أتوا الينا) فأقلقتم راحتنا وزدتم من امراضنا وهواجسنا ورفعتم من ضغطنا حتى بدأ اطباؤنا يملون من زيارتنا لهم, ثم توالت ايها السيد الرئيس النكبات بفضل وساوس شيطانكم والذي غدر بكم فحسبتموه ربكم هو من كلمكم. ثم اقبل علينا ايلول اسود جديد فبدأت اسواقنا الماليه تهتز واسهمها تتهاوى وبدأ العالم ينظر الينا بغضب تارة وباشفاق تارة اخرى, بعد ان استلمتم الآمانه من سلفكم كاملة غير منقوصه.

 سيدي الرئيس... وانتم على ابواب رحيلكم الى مزرعتكم في تكساس مودعين العالم كله ،نأمل ان تقفوا وقفة صادقة مع نفسكم وتنظروا الى الماضي الذي صنعتموه لنا ولغيرنا من شعوب العالم واخرجوا علينا في خطابكم الأخير من إذاعة البيت الأبيض في صباح السبت الآخير وقولوا للعالم كلمتين فقط.. إني آسف.

 مع خالص تحياتي

(100)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي