أنعشت "الهدنة" في سوريا المدعومة من الأمم المتحدة، عمليات صيد الأسماك في بحيرتي "الرستن" و"حربنفسه"، والمجاري المائية بسهل "الحولة"، وذلك بعد 4 سنوات من توقفها كليا بمنطقة "الحولة".
وأفاد مراسل "زمان الوصل" في حمص، بأن العديد من السكان المحاصرين يقومون الآن بعملية صيد الأسماك، وخاصة بعد أن قامت إدارة سد "تلدو" بتصريف جزء من مياه السد المخزّنة إلى سد الرستن عبر مجاري مائية.
وقال "غسان إبراهيم" -أحد اشهر صيادي السمك في بلدة "تلذهب"، إنه يعمل في الصيد منذ 9 أعوام، لكنه توقف عن عمله المفضّل منذ 4 سنوات، بسبب سيطرة جيش النظام وميليشياته الطائفية، على المنطقة المحيطة بسد "تلدو"، الذي تعيش فيه أنواع متعددة من الأسماك النهرية.
وأضاف في حديثه لمراسل "زمان الوصل" في حمص، أن وقف إطلاق النار "الجزئي"، بين جيش النظام والثوار، شجعت المواطنيين للخروج إلى المجاري المائية التابعة لسدي "تلدو" و"الرستن"، وممارسة صيد السمك، بعد تصريف جزء من مياه سد "تلدو".
وأشار إلى أنه يصطاد يوميا ما بين (20-10كغ) من بحيرة "حربنفسه"، ومن المجرى المائي في بلدته "تلذهب".
ونوه بأن عملية صيد الأسماك أمّنت له وللعدد من الشباب العاطلين عن العمل بريف حمص الشمالي دخلا مناسبا، مشيرا إلى أنهم يبيعون الكليو الواحد بسعر يتراوح ما بين (800 -400 ل.س)، حسب حجم ونوع السمك.
هذا ولم تقتصر عمليات صيد السمك على أصحاب الخبرة وحدهم، فانعدام فرص العمل وانتشار البطالة بين الشباب نتيجة حصار النظام، ووفرة الأسماك، دفعت العديد من الناس للصيد بوسائل بدائية.
يقول أبو محمد السليمان لـ"زمان الوصل": "اصطاد يوميا عدة سمكات من المجاري المائية بسهل "الحولة"، ما يعوضني أنا وأولادي عن نقص اللحوم الحمراء، والتي لا نسطيع شراءها بسبب غلاء سعرها (2800 ليرة للكيلو).
وأكد أبو محمد أن معظم سكان الريف الشمالي، وبسبب الحصار الخانق من قبل النظام، محرومون من السمك والبروتين الضروري لجسم الإنسان منذ 4 سنوات.
*السد الرابع بحمص
يذكر أن سد "تلدو" (2 كم جنوب الحولة)، يحتل المرتبة الرابعة بين سدود حمص الرئيسية، من حيث القدم والتخزين، إذ يبلغ حجم تخزينه الأعظمي (16مليون م٣)، ومصدر مياهه سيول وينابيع "جبل الحلو" و"ضهر القصير"، إضافة للأمطار الغزيرة التي تهطل في فصل الشتاء على بلدات "رباح"، "كفرام" و"القبو"، ويتصل السد، الذي يعود إنشاؤه إلى 50 سنة تقريبا، ببحيرة "الرستن" عبر مجرى مائي طوله قرابة 15 كيلو مترا، وتعيش فيه أنواع عديدة من الأسماك النهرية، كـ"الناصري" و"الكارب" وغيرهما.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية