أكد الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل مشاركة عناصر من القوات اللبنانية "بفاعلية" في مجزرة صبرا وشاتيلا، دون تخطيط مسبق لذلك، مضيفاً أنه كان يعلم بنية "إسرائيل" اجتياح المخيمين ولديه المعلومات التي تثبت ذلك.
ولفت الجميل في لقاء طويل مع برنامج "وفي رواية أخرى" على شاشة "التلفزيون العربي"، إلى أن الرئيس الفلسطيني آنذاك أبو عمار دعمه وشجعه عندما رشح نفسه رئيساً للجمهورية اللبنانية، لأن الأخير كان مطلعاً على نواياه، لا سيما وأن الجميل زار المقاومة وبعض القيادات الفلسطينية مرتين خلال الحصار الذي فرضته "إسرائيل" على المنطقة الغربية من بيروت، كما قال.
وأضاف الرئيس السابق أن "إسرائيل" هدفت من دخولها لبنان عام 1982 إلى تفكيك المقاومة الفلسطينية والقضاء على بنيتها التحتية، مشيراً إلى أن مخيمي صبرا وشاتيلا كانا يشكلان رمزاً فلسطينياً مهماً، إلى جانب أنهما يمثلان مركزاً محصناً للفلسطينين في بيروت، تجتمع فيه القيادات على صعيد الإعلام والمخابرات والأمور اللوجستية.
وأشار الجميل إلى وجود اتفاق مشترك بينه وبين السياسي والقائد العسكري بشير الجميل حول عدم إقحام الشباب اللبناني والأحزاب بالعملية العسكرية الإسرائيلية في تلك المرحلة، لأن "إسرائيل" كانت تقوم ببعض الأعمال القذرة التي تخدم مصالحها بدءاً من المعلومات الاستخبارية التي تفيدها، إلى اجتياح بعض المناطق الفلسطينية المأهولة بالمدنيين والتي تحمل رمزية معنوية خاصة للفلسطينيين، لذا فإن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى مجزرة، وسيتم وضعها في حساب اللبنانيين.
وحكى الرئيس السابق أنه بعد استشهاد بشير الجميل يوم 14 آيلول/سبتمبر عام 1982، استدعى الموساد الإسرائيلي بعض قيادات القوات اللبنانية ممن كان لهم علاقة مباشرة معه، إلى بيروت، وتم تلقينهم أن اغتيال بشير كان بفعل من الفلسطينيين، محرضاً إياهم على الانتقام لدماء بشير، وعارضاً تقديم المساعدة.
ولفت الجميل إلى أن استقدام جيش لبنان الجنوبي الذي يعتبر حليفاً لـ"إسرائيل" في الجنوب إلى جانب عناصر أخرى تابعة مباشرة للموساد، بالإضافة إلى تعاون بعض عناصر القوات اللبنانية، شكّل الجزء الأهم في مذبحة صبرا وشاتيلا.
ونفى الجميل الروايات التي تتحدث عن تستره على الجانب المسيحي فترة حكمه، وأنه لم يفتح تحقيقاً دولياً في المذبحة، وأكد "تم فتح تحقيق في المحكمة العسكرية، وكان المسؤول عن التحقيق القاضي أسعد جرمانوس، إلا أن الحقبة التي استلمت فيها سدة الحكم كانت من أصعب المراحل التي مرت على لبنان، لا سيما أنه كان محتلاً من عدة جيوش"، واصفاً لبنان بأنه هيئة أمم عسكرية.
وأوضح الجميل "عندما دخلت قصر بعبدا، كان الجيش الإسرائيلي على مشارف القصر الجمهوري عقب اجتياح الجولان في حزيران 1928، بالإضافة لانتشار الجيش السوري على أجزاء واسعة أخرى، والجيش الفلسطيني والقوات متعددة الجنسيات، مما أدى إلى انتزاع السيادة من السلطة اللبنانية".
وأكد أنه كان من المستحيل على المحكمة العسكرية استدعاء بعض المسؤولين المتورطين في المذبحة بسبب الظروف الأمنية، لا سيما وأن بعض الأشخاص كانوا محميين من الجيش "الإسرائيلي" الذي بقي في بيروت لمنتصف عام 1938".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية