قضى الفتى "محمد نصرالله حمادية" في مدينة الضمير بريف دمشق ليفتح فصلا مأساويا جديدا في قصة عائلة سورية، دفعت فاتورة باهظة خلال الثورة السورية.
الفتى الذي قضى قنصا، كان "آخر العنقود" في عائلة مكونة من 4 ذكور، اندفعوا للمشاركة في الثورة يتقدمهم والدهم ووالدتهم، وكانت باكورة تضحيات العائلة اعتقال الأب مرتين وملاحقته لاعتقاله مجددا، وفقدان زوج الابنة الكبرى الذي قضى في عملية خططها ونفذها ضد حافلة كانت تقل مرتزقة للنظام (شبيحة) في طريق عودتها من بلدة "منين"، وكان من أوائل من حملوا السلاح في الثورة في عموم منطقة التل.
وبالتزامن كان الأب وأبناؤه ينشطون في دعم الثوار ومشاركتهم خطط التصدي للنظام، واختار الابن الأوسط "خالد" الالتحاق بالمقاتلين سريعا، متنقلا بين جبهات كثيرة، ليستقر أخيرا في محيط مدينة الضمير.
وصيف 2014، ومع اقتحام بلدة "منين" من قبل قوات النظام ومرتزقته، قبضت تلك القوات على الابن الأكبر للعائلة "أُبي" وأخيه "المنتصر بالله"، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، ولم تفلح كل المحاولات حتى الآن في معرفة أي خبر عن مصيرهما.
وخلال الاقتحام، خسرت العائلة ما جنته طوال عقود، حيث عمد المرتزقة إلى نهب ما استطاعوا نهبه من المنزل قبل حرقه، في سلوك انتقامي من هذا البيت الذي قدم للثورة جلّ ما يستطيع.
ومع اختفاء "أبي" و"المنتصر" وتنقل "خالد" بين الجبهات، لم يعد للوالدين من الأبناء الذكور سوى الفتى "محمد" الذي قرر الالتحاق بالجبهات من تلقاء نفسه رغم صغر سنه (16 عاما)، وتوجه إلى "الضمير" منذ نحو شهرين تقريبا، ثم لحق به أخوه "خالد" إلى هناك، حيث التقيا وهما اللذين لم يجتمعا من فترة طويلة.
ويوم أمس الأحد تم قنص الفتى "محمد" في مدينة الضمير من قبل جهة غير معلومة، يرجح أنها تابعة لقوات النظام، ودفن الفتى في الضمير، وأبلغ والده بالواقعة، فعلق قائلا إنه يقبل التهنئة ولا يقبل التعزية، متخطيا فجيعة غياب كل أبنائه الذكور عنه، بين معتقل مجهول المصير ومقاتل يحمل روحه على كفه، وفتى شهيد لم يجاوز سن الحلم إلا قريبا.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية