أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"تدمريون ضحايا تحريرهم".. حملة تهدف لمساعدة مشردي "تدمر"

لجأت قوات النظام مع بداية سيطرتها على مدينة "تدمر" إلى إحراق الكثير من بيوت الأهالي وسرقة ما تبقى منها - ناشطون

أطلقت "تنسيقية الثورة في مدينة تدمر" حملة بعنوان "تدمريون ضحايا تحريرهم" لتسليط الضوء على أوضاع أهالي تدمر المشردين الذين وقعوا ضحية تحريرها مرتين –حسب بيان للتنسيقية.

وأشار البيان إلى أنه "في بداية سيطرة تنظيم الدولة على المدينة أواخر شهر أيار مايو 2015 بدأت حملات نظام الأسد وروسيا الانتقامية من المدينة وأهلها بحجة محاربة التنظيم بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً".

وأضاف "لم يكن أمام أهالي تدمر المدنيين -حسب البيان- إلا النجاة بأنفسهم ومغادرة المدينة للبحث عن مكان آمن، مستغنين عن كل ما ملكوا قسراً أو طوعاً".

ولفت البيان إلى أن النظام "لم يترك مجالاً للمدنيين بالعودة إلى المدينة بعد حرق وسرقة منازلها والانتقام منهم من قبل المليشيات الطائفية". 

وناشد مطلقو الحملة كافة الهيئات والمؤسسات الثورية والإغاثية بما فيها الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة "النظر بعين الرأفة وتقديم يد العون والمساعدة لأهلنا الذين جار الزمن عليهم". 

وحول فكرة الحملة ودوافعها أوضح عضو تنسيقية "تدمر" الناشط "ناصر الثائر" لـ"زمان الوصل" أن "الحملة جاءت بعد مطالبات عديدة من الأهالي، ومعاينة أوضاعهم المعيشية والإنسانية التي يعيشونها حالياً" مضيفاً أن "الدافع الأهم من هذه الحملة هو مساندة أهالي تدمر المهجرين، وإيصال صوتهم للعالم.

وحثّ المنظمات والجمعيات الإغاثية ودول العالم للوقوف إلى جانب أهالي "تدمر" الذين خسروا مدينتهم وكل ما يملكون".

وتابع "الثائر" أن "أهل تدمر وقعوا ضحية تحرير مدينتهم من خلال سيطرة تنظيم "الدولة" أول مرة ومن خلال استعادة النظام للمدينة تحت اسم تحرير أيضاً، فكان أهالي المدينة وبيوتهم وأرزاقهم هم ضحايا معارك ومسرحيات النظام والتنظيم".

ولفت محدثنا إلى أن أهل "تدمر" المشردين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة في أماكن نزوحهم مشيراً إلى أن "شهر رمضان المبارك سيحل خلال شهرين، والجميع يعرف -كما يقول- بأن الشهرالفضيل يحتاج لمصاريف إضافية، وأغلب الأهالي الموجودين هناك ليس لديهم عمل أو مصدر رزق ويعتاشون على بعض المال المتوفر لديهم أو مما يتم إرساله لهم كمساعدات شخصية من أبنائهم وأقاربهم في الخارج".

وأكد الناشط أن "لدى التنسيقية قوائم وإحصائيات للعائلات المهجّرة في كل المناطق"، مشيراً إلى إمكانية إيصال أي مساعدات للمدنيين في كل المناطق من خلال أعضاء التنسيقية ومعارفهم. 

ونوّه "الثائر" إلى أن ناشطي "تدمر" ناشدوا سابقاً كافة الهيئات والمؤسسات الثورية بما فيها الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة بخصوص مأساة مدينتنا وأهلنا، ولكن هذه المؤسسات -كما يؤكد- لم تقم بما يجب عليها، واقتصرت مساندتها لنا على الجانب الإعلامي دون أي مساعدة ملموسة تفيد الأهالي.

ولذلك –كما يقول- محدثنا "قررنا أن نعمل بأيدينا وما بوسعنا لنساعد هؤلاء الأهالي".

وبحسب آخر إحصائية بلغ عدد سكان تدمر حوالي 110 آلاف شخص اتجه 30 ألفا منهم إلى الرقة و25 ألفا إلى مدينة إدلب وريفها و25 ألفاً دخلوا إلى المخيمات والأراضي التركية، فيما نزح 10 آلاف منهم إلى ريف دير الزور، واختار مثلهم البقاء في مناطق النظام و5 آلاف في ريف حلب، ومثلهم في مخيم "الرقبان" على الحدود الأردنية. وجميعهم ماعدا المتواجدين في مناطق سيطرة النظام يعانون ظروفاً قاسية وشحاً حقيقياً في مستلزمات الحياة اليومية ونقصاً في أدوية الأمراض المزمنة وانتشار الأمراض كاللاشمانيا وغيرها بعد افتراشهم المدارس والأماكن المهجورة وغياب الرقابة الصحية عنهم. 

ولجأت قوات النظام مع بداية سيطرتها على مدينة "تدمر" إلى إحراق الكثير من بيوت الأهالي وسرقة ما تبقى منها بالإضافة لإعدامها لثلاثة رجال مسنين في المدينة بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة".


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(88)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي