أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بكائيات على أنقاض فرح الأعياد ... كريم الدين فاضل فطوم

هي الغصات التي تحرق النضارة وتسكب الدموع بصمتٍ يمزق ما تبقى من الإحساس بالحياة
ويزيد السكون وحشة الموت , المبتسمون , أم الضاحكون , يحاكون عمق الحزن على أوتار
أبدية الحياة , .
لطفولتهم أو لطفولة أبنائهم , لكبرهم أو لكبر الهموم التي لا تنتهي .....
الضاحكون من شدة مرارة البكاء أم من سخرية الحظوظ ..؟
ملاعق من العلقم تبتلع في كل الوجبات ويتمسكون بالعيش متربصين بالقشة التي تنقذ غرقى
اليأس الممتزج بكل الأحلام الوردية المعلنة عنوانا ًللقرن الحادي والعشرين .....
أزيحوا ستارتكم عن خشبة مسرح العمر وتعالوا نخط أسطر السعادة المغمسة بالقهر والحرمان
ونضحك ....! ما دام البكاء لن ينتهي ؟ ونتساءل :
من هم المبتسمين الحاملين قلوب وعقول تملؤها القناعة بأحقية السعادة والحياة ....للكل ؟
من يفرح من الكل في الأعياد ويظهر الفرح في بريق عينيه لا يقترب الإطراء والمواربة
ظلاً خفياً دفيناً يشكل أثقالاً لا تحملها ولا تتحملها النفس البشرية ,كلما حاول النهوض والتغلب
عليها زادت أيام العمر ثقلاً جعله يتراجع حتى عن التفكير في الوقوف فكيف يعلن عن ابتسامته
ويحرك شفتاه ضاحكاً للوارثين من الجنسين ؟
بكائية هي الأعياد ... لا ندرك أن لها ابتساماتها .. وضحكاتها وتزين بأجمل الورود إلا من
خلال النهايات السعيدة للأفلام المصرية وبعضاً مما تبقى من جلساتنا على ضفاف بردى في
الربوة وحديقة المنشـــــــــــــية التي كثيراً ما تنتهي بالحسرة على كوز من الترمس أو قطعة
من البوظة .
نحن لانكره الفرح والحياة , بل نحب الفرح والحياة , لكن الحقيقة تكمن بصدق الغصة
وشفافية الواقع لكل فقراء العالم ....

(101)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي