دارت مواجهات، خلال اليومين الماضيين، بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وبين تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة على جبهات ريف الحسكة الجنوبي، تخللها انفجار سيارات مفخخة للتنظيم أسفرت عن قتلى وجرحى.
وأفاد الناشط "ملاذ اليوسف"، باندلاع الاشتباكات بين تنظيم "الدولة" وبين "التحالف الديمقراطي"، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، على الجبهتين الجنوبية والغربية لمنطقة "الشدادي" على حدود محافظة دير الزور، إلى جانب الجبهة الشرقية على الحدود مع العراق، أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين.
وقال اليوسف لـ"زمان الوصل" إن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم جوي دولي لايزال يركز على طريق الاوتستراد الخرافي، الواصل بين محافظتي (الحسكة -دير الزور)، وذلك بخطة الالتفاف على بلدة "مركدة" من الجهة الغربية، لقطع الطريق بينها وبين ريف دير الزور الشمالي، إلّا أن التنظيم شن هجوماً معاكسا بمجموعات صغيرة جهة قرية "عناد" و"تل أبو راسين" لتتراجع الاشتباكات بين الطرفين إلى محطة القطار قرب قرية "فأس"، غرب منطقة الشدادي، حيث استهدف الحواجز العسكرية هناك.
وأشار الناشط إلى سعي "قوات سوريا الديمقراطية" التقدم مع سكة القطار باتجاه بلدة "الصور" شمال دير الزور، لتسهيل الالتفاف حول بلدة "مركدة"، آخر معاقل التنظيم في الحسكة، منوها إلى أن الاتصالات مقطوعة في المنطقة، ما يسهم صعوبة تأمين التواصل، خاصة مع انعدام التيار الكهربائي.
تنظيم "الدولة الإسلامية"، أعلن عن مقتل أكثر من 40 عنصراً من الوحدات الكردية في هجوم لمقاتليه أمس، بسيارات مفخخة على قريتي "الحمادات" و"العزاوي" جنوب وجنوب غرب مدينة "الشدادي".
وأفادت الناشطة، "حرة الهول" لـ"زمان الوصل"، بانفجار سيارة مفخخة للتنظيم ضد حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفائه ضمن "القوات الديمقراطية" بين قريتي "أم الذيبان" و"خراب الطحين" على الحدود العراقية شرق "الشدادي"، منوهة إلى "عدم تأكيد وقوع قتلى وجرحى".
ومن جهتها، "وحدات حماية الشعب"، وكبرى فصائل "قوات سوريا الديمقراطية"، قالت في بيان لها باللغة الكردية: "إن تنظيم الدولة الإسلامية شن هجمات على مواقعها في محيط قرية المكمان غرب الشدادي، منذ الأول من نيسان/ابريل واستمرت حتى يوم أمس"، مشيرة إلى استخدامه الأسلحة الثقيلة في الهجوم.
وكان تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" بقيادة (PYD)، سيطر في 7 آذار/مارس المنصرم، على قرية "المكمان"، وهي أول قرية تتبع إدارياً لمحافظة دير الزور تدخلها هذه القوات، وتعتبر عقدة مواصلات مهم لوقوعها على تقاطع طريق الحسكة-الرقة مع طريق رأس العين-أبو خشب.
*إصدار جديد للتنظيم
وفي السياق نفسه أصدر تنظيم "الدولة" تقريراً مصوراً للتعريف بمنفذي العمليات "الانغماسية" ضد فوج الهجانة ومقري ميليشيات "آسايش" الكردية و"الدفاع الوطني" في مدينة الحسكة، في حزيران/يونيو 2015، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات بينهم ضباط وقياديون.
وبدأ الإصدار الجديد "الانغماسيون فخر الأمة" بكلمة لللقيادي في تنظيم "القاعدة"، "أبو مصعب الزرقاوي" الذي لقبه بأمير الاستشهاديين، ثم بدأ يعرف العمليات "الانغماسية" بأنها "أن ينغمس شخص أو أكثر في عدو أكثر منهم عددا وعدة، وتستهدف في الغالب الأهداف المحصنة بمتارس أو مباني متينة أو لقتل قائد مهم للعدو، ويتم اختيار الهدف المناسب للانغماس بعد تخطيط مسبق ودراسة دقيقة لمحيط الهدف وأهميته عن العدو".
وذكر الإصدار المرئي، مواصفات منفذي العمليات "الانغماسية"، وأبرز ما يتميز به منفذوها: "إيمان قوي بالله، حسن الخلق، الإيثار، حب التضحية في سبيل لله"، وفق التقرير.
وتحدث عن الأثر النفسي لهذه العمليات على خصومه، فذكر أنها تعتبر "سلاحاً فتاكاً يرتعد منه العدو بمجرد سماعه لذلك تجد أن نصف الجيش الأمريكي الذي شارك بالحرب على العراق مصابون بأمراض نفسية والكثير منهم قضى انتحارا بعد أن مزق أشلاء رفاقهم على يد الانغماسيين والاستشهاديين".
وختم الإصدار بكلمات لمنفذي الهجوم قبل تنفيذه، ودعوة للالتحاق بصفوف التنظيم وتشجيع على العمليات "الانغماسية"، وهي أسلوب بات يتبعه مؤخراً بشكل كبير لخلخلة صفوف خصومه، وإرباكهم كما حصل شمال الرقة وجنوب الحسكة خلال الفترة الماضية.
ومنفذو الهجوم، حسب ما ورد بشريط الفيديو، هم: "أبو إسحاق البركة (الحسكة)، وأبو محمود الإدلبي، أبو القاسم الخير (دير الزور)، أبو جليبيب اللاذقاني"، وجميعهم سوريون هاجموا ثكنة الهجانة وسط مدينة الحسكة، فيما نفذ الهجوم على مقر ميليشيا "الدفاع الوطني" "أبو عائشة البركة (الحسكة)، والهجوم على مقر الآسايش الكردية "أبو قتادة الإيراني".
ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على "مركدة"، آخر معاقله في محافظة الحسكة بعد خسارته لبلدتي "الشدادي" و"العريشة" لصالح مسلحي "قوات سوريا الديمقراطية"، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في شهر شباط/فبراير الماضي، في مواجهات شاركت بها طائرات التحالف الدولي بفاعلية.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية