تعرضت لوحات وصور معروضة ضمن معرض "سورية: الثورة اليتيمة" في مدينة جنيف منذ أيام لاعتداء وتلطيخ من قبل "شبيحة النظام" من خلال رش الطلاء عليها بشكل مقصود ليخفوا أي رمز من رموز الثورة كالعلم، ويخفوا وجه بشار الأسد و"فلاديمير بوتين" في إحدى الصور، كما كتبت عبارة "الأسد" فوق إحدى الصور-وفق ناشطين.
ونظم كل من جمعية "يقظة جنيف" والقسم الثقافي لمدينة جنيف بالتعاون مع مؤسسة "زيتون" ومنظمة "رسالة إلى سوريا" المعرض المذكور لمنح مساحة تعبير للسوريين ليوجهوا رسائلهم.
وأوضح ناشط من مؤسسة "زيتون" -فضّل عدم ذكر اسمه- لـ"زمان الوصل" أن "فكرة المعرض هي فرصة لمنح السوريين مساحة لرفع أصواتهم وذلك عير صور تجسد تأثير الثورة في حياتهم".
ولفت محدثنا إلى "منظمي المعرض لم يتوقعوا أن يصل استبداد شبيحة الأسد إلى ساحة من ساحات جنيف المدينة الدولية التي تستضيف الكثير من المنظمات الدولية العاملة بمجال حقوق الإنسان وحق التعبير والفكر والفن وغيره.

وأكد الناشط أن القائمين على المعرض لم يستطيعوا تحديد هوية الفاعلين، ولكن من الواضح –كما يشير- أن "هدفهم إما انتقامي حيث تم محو كل رمز للثورة، أو تخريبي حتـى لا يستطيع المارة معرفة ماهية المعرض دون قراءة النصوص المرفقة".
وأشار إلى أن "علامات هذا العمل التخريبي تدل على أن من قام به هم مؤيدو الأسد، حيث تركوا اسم الأسد على واحدة من الصور على الأقل".
ورأى أن "الغاية الأولى من هذا العمل هي التخريب والانتقام"، مشيراً إلى أن "مثل هذه الأعمال للأسف تضع المنظمين وخاصة مجلس مدينة جنيف في موقف محرج، حيث من المرجح، أن هذا النوع من المشاكل سيخيف المنظمين ويعرقل أي تعاون أو دعم مستقبلي لأي مشروع يتعلق بسوريا".
وتابع الناشط أن "رسالة القائمين على المعرض هي ذاتها لم تتغير منذ سنين وهي رسالة تقول أن أفكارنا أقوى من أسلحتهم وأجهزتهم الأمنية والتشبيحية والإرهابية"، لافتاً إلى أن "هذه الحادثة ستزيد من إصرار ناشطي الثورة على الاستمرار في نضالهم السلمي، ولن تردع هذه التصرفات الهمجية والمشينة -كما يقول- أي فنان أو مصور عن متابعة إبداعه".
ويعيد هذا مشهد التخريب المتعمد لمعرض"سورية: الثورة اليتيمة" إلى الأذهان أحداثاً مشابهة حدثت مع مطلع الثورة السورية، حين دأب جنود النظام ومرتزقة ميليشياته على مسح العبارات والشعارات المدنية المطالبة بالحرية والعدل على الجدران واستبدالها بعبارات أشهرها وأفظعها "الأسد أو نحرق البلد".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية