أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"اللي مضيع وطن".. تحضر "الفضة" ويغيب "الذهب" عن "عرائس" المخيمات

سعر غرام الفضة يساوي 2.5 دولار - زمان الوصل

تشهد محلات صياغة الذهب في لبنان كسادا في حركة البيع وانتعاش في حركة الشراء من اللاجئين السوريين، كأنها كانت تستشعر هذه المرحلة العصيبة من الحياة التي ستحل بالسوريين.

عندما قالت تلك الفتاة العاشقة الحالمة لحبيبها قبل عقود، "قبلت الزواج بك ولو بخاتم من حديد"، فبعد مغامرات "نظرة فابتسامة فموعد فلقاء" هنا في مخيمات لبنان، بين الشباب العاطلين عن العمل والفتيات العاطلات عن الأمل، تبدأ "المغامرة" الأخطر والأصعب في حياة الشاب وعائلته.

*محلات الذهب
لتثبيت نية الزواج، وإتمام عقد القران، وليكون (مهر) من حسنت حظوطها وابيضت أيامها، وضحكت السعادة بوجهها "خاتم ومحبس" من الذهب عيار "21 قيراطا"، وساعة كتلك التي كانت تعرض على بسطات شارع الحميدية في دمشق القديمة.

أما الأساور والقلادة والقرط (الحلق)، فقد أصبحت من منسيات المقبلين على الزواج هنا من السوريين، وتراثاً وفلكلوراً يسمعون عنه بدهشة ويعلمون أنه لن يعود في المدى المنظور على أقل تقدير، كما يقول الشاب "عبد الرحمن الطيب" من بلدة النبك في القلمون وحفلة زفافه بعد أيام.

*ابتسامة العشاق إلى تكشيرة والسبب من ذهب
لأسعار الذهب هنا في لبنان كلمة ثانية، تحيل ابتسامة العشاق إلى "تكشيرة" فبلغ سعر الذهب من عيار 24 قيراطا 1240 دولار خلال شهر شباط كما صرح لـ"زمان الوصل" الصائغ "أبو حسام غبرة" وهو لاجئ سوري من مدينة حرستا في دمشق.

ويشير الصائغ "أبو حسام" إلى أن "الأونصة" تساوي 33.10 غرام، أما عن سعر غرام الذهب عيار21 قيراطا، فيقول إنه يساوي 34.5 دولارا.

يقول أبو "أبو حسام" إن القطع الذهبية هنا في لبنان لا يتم تصنيع وصياغتها 
وإنما يتم شراؤها جاهزة.

يتابع الصائغ أبو حسام تسليط الضوء على واقع سوق الذهب هنا في لبنان، قائلا إنه يعتمد على بيع الفضة من خواتم وسلاسل وقلادات وأقراط ونحوها بالتوازي مع بيع الذهب، فالعائلة السورية لا تدخل محلات الصاغة إلا لبيع ما تبقى لديها من قطع ذهبية زهيدة يواجهون بثمنها شظف العيش وتداعيات "الأزمة الاقتصادية" التي حطت بكاهلها على لقمة عيشهم ورغيف خبزهم.

ويضيف أبو حسام "حتى في مناسبات الخطبة والزواج وعقد القران يظل الكساد مخيما بشبحه على سوق الذهب، فأكثر حالات الزواج أصبحت تتم من دون أن يحضر العريس وأهله أي قطعة ذهبية لعروسهم بما في ذلك الخاتم، وذلك بسبب الفقر، وإن حصل وأن دخلت عائلة سورية المحل لشراء الذهب من أجل الزواج فغالباً ما يكتفون بتجهيز عروسهم بخاتم ومحبس وساعة لا أكثر".

*الفضة لحفظ ماء وجه العريس
ويعلل أبو حسام ذلك بسبب رخص أسعار الفضة إذا ما قورنت بأسعار الذهب، فالكثير من العرائس السوريات لبسن الفضة في حفلة الزفاف، وهذه ظاهرة أصبحت على ما يبدو مقنعة ومقبولة عند كثير من العائلات المقدمة على تزويج ابنها أو بنتها.

وعن سعر غرام الفضة يقول "أبو حسام" إنه يساوي 2.5 دولار، وقطعه الفضية تفتقر لوجود أي نوع من أنواع الحجارة الكريمة وجميعها زينت "بالعقيق الصناعي" الذي يمتاز بلمعته المميزة وبألوانه البراقة الأخاذة ورخص ثمنه.

إن حضر الذهب وزين أصابع العروسين فإنه مع ذلك لم يعد يجلب السعادة كما كان، ولا عاد بمقدوره أن يخطف أنظار الساهرين لبريقة ولمعانه المشع البراق، تلك الأنظار التي ما تبرح شاخصة لوطن تغنوا به ولسان حالهم يردد "اللي مضيع وطن...وين الوطن يلقاه....؟".

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(253)    هل أعجبتك المقالة (217)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي