أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أطباء "بنادول" وهيئات "إسبرين" يدفعون "سميرة" لتناول الدواء الفاسد

سميرة - زمان الوصل

كان حلمها أن تزرع في كل بلد تزورها شجرة أو صديقة أو أختا، لكن ما جرى مع "سميرة عبد الكريم كرزون" اللاجئة السورية من ريف القصير إلى مخيمات لبنان، ذات القصور الكلوي الحاد، أن بدأت شبابها بزرع كلية اصطناعية، سكنت أحشاءها عنوة، ورافقتها إلى خيمتها هنا في لبنان، هنا حيث السوري يحكم السوري، ولا غريب بينهم إلا الشيطان والفقير الذي تعتبر حياته بالنسبة لذوي القرار والأمر والنهي من إخوته "السوبرسوريين" مظهرإ من مظاهر الترف، وكماليات ورفاهية زائدة وعليه أن يدفع ضريبتها دون أي تردد، ضريبة ليست بالمستحيلة، إنها "الموت" لا غير كما تقول "سميرة".

*رحلة البحث عن ماء الخلود
نسيت "سميرة" أن لا بساط لديها عندما مدت رجليها بكل ما تستطيع، وكيف لا، وهي التي تسكن بين من يخافون نزلة "الرشح" لأنهم لا يملكون ثمن حبة الدواء، فكيف لها وهي الفقيرة المعدمة أن تتحمل نفقات هذا المرض الذي سكن أحشاءها، والذي يعتبر "كبيرة" من كبائر الطب أن يصل فقير لهذا التمادي في رفاهية في المرض و"أرستقراطيته" كما لمست وأحست بهذا على أعتاب كل من زارتهم وحجت إليهم من المشافي والهيئات الطبية في "عرسال"، مستجدية علبتين دواء تحافظان على مناعة جسمها ضد ذلك المحتل الذي يستوطنها رغما عن فقرها وبؤسها وحزنها وقلة حيلتها "كليتها البلاستكية" ليصفعها نفس الجواب "دواؤك فوق قدرتنا"، أو كأنها سمعت من أحدهم ساخرا "على قد بساطك مدي رجليكي".

في كل يوم "تحج سميرة" لمشفى جديد، تطوف حول سدنته، تتوسلهم ، تدعو لهم، ولكن ما من مجيب يرد على "مبذرة مسرفة" قد يصل سعر دوائها إلى 250 دولار شهريا.


*أطباء "بنادول" وهيئات "إسبرين" يعلنون الإفلاس
رغم وجود ما يزيد عن 20 تجمعا طبيا في "عرسال"، إلا أن وصفة "الشفاء" عندهم واحدة وموحدة ظرف "بنادول" أو ظرف "إسبرين"، كما تقول "سميرة".

أما تلك الأمراض "النوعية القاتلة" فلا أحد منهم يعيرها باله، أويهتم لأصحابها وآلامهم، وكأن "زبانية الطب" وجلاوزته العتاة قد حددوا للاجئ سقف مرضه المسموح به هنا في لبنان، فإن تمادى في مرضه كما تجرأت "سميرة" وفعلت، عليه أن يعود أدراجه ويلملم ذيول خيبته ويأسه مبتعدا عن بيانات "إشهار الإفلاس" التي تنهال على رأسه من ورثة أبقراط "غير الشرعيين".

لأسباب تتعلق بسلامة "سميرة" وحياتها تعتذر "زمان الوصل" عن ذكر أسماء أي مشافٍ أوهيئات أوأطباء في "عرسال" مع أن حياتها كما تقول قد انتهت بتحصيل حاصل، بعدما سدت في وجهها كل السبل في الحصول على دوائها، مما دفعها لأن تتناول "حبوب المناعة الفاسدة" لتخفف عنها آلامها الشديدة، من أسبوعين وأكثر و"سميرة" تتعاطى ما قد يكون سببا في موتها الذي أعلنته صراحة عندما قال لها أحد الأطباء وهي ترجوه أن يؤمن لها حبوبها "حبوب "بنادول" والالتهاب أهم من دوائك" مبررا نظريته الطبية السامية أنه بمبلغ 250 دولار يستطيع أن يحضر أطنان من "بنادول" وحبوب الالتهاب. فلماذا عليه أن يحضر بذات المبلغ علبتين دواء فقط؟!

"سميرة" ليست الحالة الوحيدة التي تعاني من ويلات زرع الكلية وتبعاتها المكلفة فهناك كما تقول 4 حالات من نفس حالاتها بين اللاجئين هنا في "عرسال" يشاركونها حجها وطوافها يوميا حول تلك الهيئات والمشافي الافتراضية والبارعة بتحويل كل يأتيها من دعم ومساعدات لحبوب "بنادول والتهاب"، ويشاركونها ألمها وخيبة أملها بنخبة "طبية عاقر" جعلت من هذه المهنة الإنسانية السامية مجرد حرفة تحكمها قوانين الربح والخسارة، وآخر همها خسارة الإنسان.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي