ترّهاتٌ حبيبتي وهراء
إذ أوى للحديقة الشعراء
والبلايا شتى وناب المنايا
قائم لا يفرّ منه نجاء
ما ستجيد أيكة أو حمام
وأتت تبغي أسرك الأعداء
وإذا فشلْت في نيل أمر
ما سيجديك جدول أو سماء
فإذا لم تقمْ قيام قريع
كسّرتْ من أضلاعك البأساء
ربما أجدتْك الحمامة يوما
لم تكنْ حاقت بك اللأواء
قف أخي واترك السمادير جنبا
فنيوب الزمان عُصْل سواء
كم بكى شاعر إلى غصْن كرم
ثم نادى ياأيها الورقاء
فشفى نفسه بكاء ونوحا
فهوى للحضيض وهْو هواء
فاعتبرْ بالجبال أو بسواها
وتشجّع فلا عداها الدواء
فنواح الفتى إلى زهْر روض
وأقاحيها في الشداد شقاء
ذاك ضعف ورعدة غبه
ملهبة أخرى نارها شقراء
سر رصينا لا يضطبيك ضعيف
فالليالي أهدافها الضعفاء
إن ذرف الدموع من حظّك السيء
سخف يجيزه السخفاء
تتقاضاك النائبات وتقعي
في شعاب الوادي عليك بلاء
لا تصدّ الشداد إلا بجلْد
وبقلب كأنه الجوزاء
سيّما إن أفردت وسْط وغاها
ورماك الأدنون والأبعداء
إنما الشعر كلفة وجنون
إن دعا بالأوهام وهْي وباء
ياخليلي دع الخيال بعيدا
حينما تطغى الشدة الحمقاء
ياخليل الفؤاد أبكيك إني
لك مني فيما تقاسي رثاء
خوَرٌ ظاهر وفقر شديد
وهوان ودمعة حمراء
ليس أقسى على الفتى من شكوك
تعتريه في نفسه شعواء
فإذا لم ينهض نهوض هزبر
حاسما أضحى دأبَه الإضطناءُ
1-10-02
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية