قالت مصادر مطلعة، يوم الأحد، إن المجمع التربوي التابع لوزارة التربية في حكومة النظام ينوي منع منظمة "أنقذوا الأطفال" من شغل المدارس لتقديم الدعم النفسي لأطفال بلدة "تل حميس" بريف الحسكة الشرقي.
وذكرت المصادر، أن مديرية التربية أعادت افتتاح أكثر من 100 مدرسة في بلدتي "تل براك" و"تل حميس"، نهاية آذار/مارس 2015، بعد بسط حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) السيطرة عليها خلال مواجهات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بدعم جوي دولي.
وتعد "أنقذوا الأطفال" منظمة غير حكومية بريطانية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم. وهي أول حركة مستقلة تدافع عن الأطفال، حيث أنها تقدم مساعدات إغاثية كما تساعد في دعمهم في البلدان النامية.
تواصلت "زمان الوصل" مع الناشط الميداني، "ملاذ اليوسف"، للحصول على تفاصيل حول الأمر، فأكد أن منظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children)، أجرت جولة على المدارس في بلدة "تل حميس" جنوب مدينة القامشلي، والتي اتخذتها كمراكز دعم نفسي للأطفال.
وقال الناشط "إن هذه الجولة جاءت ضمن عملية تقييم المنظمة لاجتياحات المدارس من أجل ترميمها، لاستقبال الأطفال فيها من قبل كوادرها خلال ساعات المساء (بعد الظهر)، وهذا لا يعيق دوام التعليم في حال بدأت العملية التعليمية بناء على توجيهات مديرية التربية بالحسكة، وفق مناهج وزارة التربية في حكومة النظام في نواحي الريف الجنوبي والشرقي حيث لاتزال المدارس مغلقة.
وأشار "اليوسف" إلى أن الحديث حول نية النظام منع المنظمة في العمل لم يصدر عن جهة واضحة، إنما حديث يدور بين المعلمين ومديري المدارس، الذين بدؤوا يستعدون للعودة إلى تدريس مناهج النظام في المناطق، التي سيطر عليها حديثاً حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحلفاؤه ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية".
ورغم توقف المعارك واختفاء طيران التحالف من سماء المنطقة بالريف الشرقي، لا يزال النازحون يشغلون المدارس، التي تحولت لمراكز إيواء لمن نزحوا عن قراهم جرّاء المواجهات والغارات الجوية، حيث يسكن في مدارس مسبقة الصنع في قرى "الشويلة والصاوي والسليمانية" عائلات نازحة، ويعيش في كل غرفة 15 شخصاً تقريباً، بينما لا تزيد قدرتها الاستيعابية عن 5 أشخاص فقط، وفق الناشط.
وكانت وكالة أنباء النظام (سانا) الناطقة باسم النظام، نقلت عن مصدر مختص بقطاع التربية والثقافة في مجلس محافظة الحسكة، أنه تمت إعادة افتتاح 118 مدرسة في مدينة "الشدادي" وبلدة "العريشة" ومحيطهما في الريف الجنوبي، وأن دائرة الكتب المدرسية قامت بإيصال 38 ألف نسخة كتاب مدرسي لضمان إعادة افتتاح المدارس بأسرع وقت ممكن.
وكشف المصدر عن إصدار تعميم على المدرسين العاملين في المنطقة الجنوبية للعودة إلى مدارسهم اضافة الى تعيين 170 وكيل معلم لتغطية النقص الحاصل في الكوادر التربوية ببعض مدارس المنطقة.
ويتبع للمجمع التربوي في مدينة "الشدادي" 158 مدرسة وبلدة "العريشة" 112 مدرسة وبلدة "مركدة" 87 مدرسة، بينما تضم بلدة "تل براك" أكثر من 70 مدرسة وبلدة "تل حميس" قرابة 50 مدرسة، كانت جميعها تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أعادت تأهيل أكثر من 100 مدرسة خلال عام 2015، فيما تتحدث الأرقام الرسمية عن 400 مدرسة متضررة من الأعمال العسكرية في الحسكة، بسبب استخدامها كمقرات أو استهدافها بالغارات الجوية أو المفخخات.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية