كانت منطقة "الحولة" بريف حمص الشمالي الغربي من أوائل البلدات السورية التي خرجت بمظاهرات سلمية ضد النظام، كانت بين التجمعات الأكبر في ريف حمص.
عدسة "زمان الوصل" في حمص وبمناسبة الذكرى الخامسة للثورة السورية، زارت بعض من مساجد وساحات "الحولة"، التي خرجت منها المظاهرات أوائل الحراك السلمي.

*تدمير المساجد والساحات
تقول مصادر لـ"زمان الوصل"، إن قرى وبلدات "الحولة " تضم 20 مسجدا 5 منها كانت تخرج منها المظاهرات السلمية الضخمة بعد كل صلاة جمعة، وتتجه نحو مسجد الشهداء وساحة الدوّار بمدينة "تلدو"، كبرى مدن "الحولة".
وأضافت المصادر أن جيش النظام وميلشيا "الشبيحة" لدى اقتحامهم "الحولة"، في شهر آب/أغسطس من العام 2011م، حوّلوا المنازل المحيطة في ساحة الحرية إلى نقطة عسكرية، وخربوا المسجد المجاور لها، وعبثوا بمحتوياته وأغلقوه، ومنعوا الصلاة فيه منعا باتا.
الناشط الإعلامي أبو النور أحد منشدي الثورة في "الحولة" قال لمراسل "زمان الوصل" في حمص "لم تكتف قوات النظام باحتلال ساحة التظاهر والمسجد الكبير في تلدو، بل عمدت في الأشهر الأولى من العام 2012 إلى قصف كافة مساجد وساحات مدن الحولة بالمدفعية الثقيلة".
وأشار إلى أن أول المساجد التي استهدفها النظام بالدبابات والهاون المسجد القديم في "تلدو"، ومسجد "الفاروق" في "كفرلاها"، إضافة إلى ساحات التظاهر في كل من "تلدو" القديمة، بجانب المقبرة، وساحة "المختار" بوسط مدينة "كفرلاها".
وأكد أبو النور أن كافة ساحات التظاهر في تجمع بلدات "الحولة"، تعرضت للقصف خلال سنوات الثورة الخمس بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطيران، كما تعرضت معظم مساجد المنطقة منذ بداية العام الثالث للثورة السورية، للقصف العنيف جدا بالمدفعية الثقيلة والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، وخاصة مساجد "تلدو" وبلدة "عقرب"، المجاورة للحولة، حيث سقطت مئذنة أحد مساجدها، نتيجة صاروخ فراغي من طائرة حربية، على البيوت السكنية المجاورة وهدمتها.

*الروس شاركوا
وتقول إحصائيات أجرتها منظمات أهلية بريف حمص الشمالي، إن عدد المساجد التي دمرها النظام وميليشيات طائفية تابعة له بحمص، بلغ أكثر من 100 مسجد، نصفها بريف حمص الشمالي.
وأكد أبو النور أن النظام لم يتوقف حتى الآن عن استهداف المساجد، لافتا إلى أن آخر مسجد دمره كان في منتصف شباط /فبراير الماضي، حيث قامت طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام بقصف جامع قرية "الحلموز" المجاورة لبلدة "الدار الكبيرة" بريف حمص الشمالي، ودمّرته تدميرا كاملا.
وأشارت إحصائية المنظمات الأهلية والحقوقية إلى أن بعض المساجد، دمّر تدميرا كاملا، وبعضها بشكل جزئي، ولم تجرِ حتى الآن، أي عملية ترميم للمساجد المتضررة، في مدينة حمص وريفها، باستثناء جامع "خالد بن الوليد"، بمدينة حمص، حيث بدأ النظام بترميمه منذ العام الماضي، ليظهر للعالم بأنه غير طائفي، وبأن العصابات "الإرهابية"، هي من دمّرت مساجد سوريا.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية