أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سخرة النظام والتنظيم تحصد أرواح العشرات من شبان الدير

نشطاء

لقي العشرات من الشبان حتفهم، خلال العام الماضي، نتيجة إجبارهم على العمل في حفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية لتحصين مواقع قوات النظام أو تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور وريف الحسكة الجنوبي، حيث تدفع طبيعة لمعارك مع تنظيم "الدولة" قوات النظام إلى استخدام الأنفاق وتحصين مواقعها في أحياء دير الزور، كما دفعت التنظيم إلى ذات الفعل لحماية مقاتليه في المناطق المكشوفة.

وتشنّ قوات النظام حملات اعتقالات واسعة استهدفت المئات من الشباب في أحياء "الجورة، القصور، وهرابش" المحاصرة بمدينة دير الزور لاستخدامهم بأعمال السخرة وحفر الخنادق وتعبئة أكياس الرمل لرفع المتاريس على جبهات القتال وخطوط التماس في أحياء المدينة، وفق الناشط "أبو عبد الرحمن الديري".
ويقول "الديري"، الذي يعمل ضمن إذاعة "دير الزور الحرة": "إن قوات النظام تعتقل حوالي 30 شابا يوميا من أجل تحصين مواقعه وحفر الأنفاق على جبهات "الصناعة والرشدية وفندق فرات الشام"، مؤكداً أن مجموعة من الشبان قضوا الأسبوع الماضي بعد سقوط المصعد عليهم خلال عملهم بتعبئة أكياس الرمل ورفعها للطابق الثامن ببرج "الدهموش" في حي "الرشدية".

وأوضح الناشط أن عناصر النظام يأخذون الشباب في الصباح معصوبي الأعين، ثم ينزلونهم تحت الأرض لحفر الخنادق، ويمنعونهم من الكلام هناك، وهذا دليل أن النقاط قريبة من مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما يأخذون قسما آخر إلى شارع المياه لرفع المتاريس قبل أن يطلق سراحهم عند غروب الشمس.

وفي المقابل، يستخدم تنظيم "الدولة" أعمال الحفر والتحصين كعقوبة تعزيرية كما يسميها، لمن يضبطه من الرجال يدخن مثلاً، وأكثر الجبهات التي يهتم بتحصينها هي جبهات المطار العسكري، حيث قضى نحو 50 شاباً خال السنة الماضية، بعد أن أمسوا أهدافاً للطيران الحربي ومدفعية قوات النظام في الجبل وداخل المطار، كون المنطقة مكشوفة لها، حسب "الديري".

اعتماد تنظيم "الدولة الإسلامية" على سلاح القناصة في المواجهات داخل أحياء مدينة دير الزور وقرب المسافات بين مقاتليه وبين قوات النظام جعلت الأخيرة، تلجأ إلى حفر الأنفاق والخنادق لتأمين خطوط إمداد لعناصرها في المناطق المتقدمة وخاصة على جبهة "الحويقة"، حيث يرصد طرقها قناصو التنظيم من جهة نهر الفرات.

في السياق ذاته، أكد الناشط "ملاذ اليوسف"، مقتل 10 شبان من أبناء بلدة "العريشة" جنوب الحسكة، في غارات جوية للتحالف الدولي على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير الماضي، حيث كان التنظيم يجبرهم على العمل في حفر الخنادق وتحصين تلك المواقع بالسواتر.

وقال "اليوسف" لـ"زمان الوصل" إن خطوط تلك الجبهات شمال مدينة "الشدادي"، كانت في ذلك الوقت أهم جبهات التنظيم في المنطقة الممتدة بين دير الزور والحسكة، خلال هجوم مسلحي تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) على "الشدادي"، أهم معاقل التنظيم في المنطقة.

ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، منذ عام 2014، على معظم مناطق محافظة دير الزور، باستثناء أحياء "الجورة، القصور وهرابش" داخل المدينة والمطار العسكري واللواء 137 قربها، إلى جانب بلدة "مركدة" القريبة بريف الحسكة الجنوبي.

دير الزور - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي