أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحليل سياسي ... لتفجيرات دمشق .... عاطف الكيلاني

الأيادي الآثمة التي خططت ونفذت عملية التفجيرات المروعة والجبانة في نفس الوقت بالسيارة المفخخة في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة السورية / دمشق يوم السبت الموافق 27 / 9 / 2008 م ... تطرح اسئلة وتساؤلات لا بد من البحث عن اجابات منطقية لها في محاولة من كل المهتمين بشأن الصراع العربي الصهيوامريكي لكشف عورات المتآمرين والمنفذين وفضحهم وفضح مخططاتهم وما يبيتونه من غداء شديد ليس لسوريا فقط ...بل لكل اطراف الرفض والممانعة على امتداد الوطن العربي ....وهناك ثلاثة اسئلة رئيسية تتمحور حولها كافة الأسئلة والتساؤلات الأخرى ...
1 ) من هي الجهة المخططة والمنفذة لهذا العمل الإجرامي
2 )ما هي الأهداف من وراء هكذا عملية ارهابية اجرامية جبانة بقدر ما هي قذرة ..
3 ) لماذا الآن وفي هذا التوقيت بالذات
لن يكون المراقب لما جرى ويجري مضطرا الى مزيد من التفكير والبحث والتمحيص ليستنتج ان اصابع الموساد الإسرائيلي الملوثة بكافة انواع الإجرام والإرهاب هي ذاتها الأصابع التي خططت لهذه العملية الإرهابية ... وعندما نقول الموساد ونشير الى انه اول المتهمين ...فإن ذلك لا يعني اطلاقا عدم وجود شركاء له ...ويقف على رأس هؤلاء الشركاء الإدارة الأمريكية من خلال وكالة استخباراتها الضالعة في ابشع جرائم عصرنا واقصد بها ال ...سي أي ايه ...فالتنسيق بين الموساد الصهيوني وال ...سي آي ايه موجود منذ القدم ومعروف ومعترف به من الطرفين الإسرائيلي والأمريكي ...والعداء الأمريكي لسوريا معلن ولا يخفى على أحد ...فسوريا متهمة ...امريكيا ...بأنها من الدول الراعية للإرهاب ...ولكن ليس هذا هو السبب الحقيقي للعداء الذي تكنه الإدارة الأمريكية لسوريا ...بل إن الموقف السوري المبدئي والواضح من مجمل عملية الصراع في الشرق الأوسط وموقفها كذلك من مجمل المشاريع الأمريكية وخريطة تحالفات سوريا في المنطقة والمنحاز الى جانب قوى الممانعة والمقاومة رغم كل الضغوط التي تمارس عليها من الأنظمة العربية المسماة ب ( المعتدلة ) ومن تحالف القوى الإمبريالية العالمية بقيادة الوحش الأمريكي ...هذه المواقف السورية الواضحة والصريحة هي السبب الحقيقي وراء العداء الصهيوامريكي لسوريا وما تمثله سوريا كآخر خندق ممانع ومقاوم ورافض للهيمنة الأمريكية ....ولمزيد من الموضوعية والصراحة فإني لا ابريء بعض الأطراف العربية الرسمية من التحريض على سوريا ومواقفها ...حيث ان هذا البعض ...وبإسم الواقعية في التعاطي السياسي وبإسم الإعتدال ذهب بعيدا في موقفه من كل من يخالفه الرأي وخصوصا موقفه من سوريا ...
أما عن اهداف العملية ...هناك اكثر من هدف واكثر من رسالة تريد هذه الأيدي الآثمة إيصالها الى القيادة السورية ...وأول هذه الرسائل هو الرد المباشر على نشر بعض قطاعات الجيش السوري في المنطقة المحاذية لشمال لبنان ...يريد المخططون والمنفذون والمتواطئون ان يقولوا لسوريا ...إن الجيش وقوى الأمن السورية أعجز من ان تحمي الداخل السوري ...فالأحرى ان تكون هذه القوات اكثر عجزا من ان تحافظ على الأمن على الحدود السورية اللبنانية ...وكما نلاحظ ...فإن الأهداف مرتبطة بالتوقيت ...سوريا الآن استطاعت ان تمزق الحلف المعادي زان تخرج على الأقل فرنسا من المعادلة ...وها هم اللبنانيون وبعد اتفاق الدوحة يسيرون على السكة الأقرب الى تحقيق المصلحة العليا اللبنانية التي تعزز السلم الأهلي خصوصا بعد تمكن اللبنانيين من انتخاب رئيس للجمهورية ...لجان التحقيق الخاصة بمقتل الرئيس رفيق الحريري لم تستطع الى حد الآن ان تثبت تورط حقيقي لسوريا ...بل ان اصابع الإتهام بدأت تشير الى مستشار الأمن القومي في احد الأقطار ( المعتدلة ) بأنه يقف وراء عملية اغتيال الحريري ...فإذا اضفنا الى ذلك الموقف السوري الواضح والمعلن من محاولات توجيه ضربة امريكية اسرائيلية الى ايران ..وكذلك كيف ان الإقتصاد السوري ...رغم محاولات عزل سوريا ومقاطعتها وحصارها اقتصاديا ولو بشكل غير معلن ...كيف ينمو هذا الإقتصاد ويحقق ارقام نمو معقولة ...يصبح من السهل فهم الأسباب الكامنة وراء هذه العملية الإرهابية وتوقيتها الآن بالذات .....ولكني اعتقد وبمنتهى الموضوعية ان سوريا قادرة على تجاوز آثار هذه العملية الآثمة كما سبق وأن اجتازت العديد من ضربات ما تحت الحزام في السابق ...يبقى أن المطلوب عربيا ...وهنا اعني اساسا الجماهير العربية من خلال احزابها ونقاباتها ومؤسسات المجتمع المدني في كافة الأقطار العربية ...ان تدين وتشجب هذه العملية الجبانة وان تعمل على تحشيد كافة القوى المتاحة للوقوف الى جانب الشعب العربي السوري لدرء ما يخططه المخططون وما ينفذه ازلامهم ....

[email protected]




(107)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي