أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غياب الدعم والتعقيدات الأمنية الأردنية تحرم أطفال حوران المحررة من اللقاحات

أرشيف

بالتزامن مع إعلان وزارة الصحة التابعة لحكومة الأسد عن حملتها لتلقيح الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام والتي بدأت في 13 من شهر آذار مارس الحالي وما رافقها من دعم دولي مادي ولوجستي عبر منظمتي "الصحة العالمية" و"يونيسف" بهدف إعادة الشرعية للنظام أمام الرأي العام العالمي، يشتكي الأطباء في مناطق حوران المحررة من انعدام التمويل المالي لتنفيذ حملة التلقيح والتي أُطلقت قبل 5 أشهر بمشاركة 500 متطوع ومتطوعة من أبناء المحافظة الجنوبية.

ويؤكد الطبيب "يعرب عبد الفتاح" مسؤول حملة التلقيح في حوران، لـ"زمان الوصل" أن هناك تأخيرا وغير مبرر في دخول اللقاحات الذي كان من المفترض أن يحصل في شهر أيلول سبتمبر من العام الفائت فيما دخلت الشحنات قبل نحو الشهر فقط بتأخير تجاوز 5 أشهر لأسباب غير منطقية على حد تعبيره.

ويتابع عبد الفتاح "يونيسف التي دعمت حملة التلقيح الخاصة بنظام الأسد رفضت إدخال اللقاحات إلى المناطق المحررة عن طريقها لذلك قامت منظمة "وتد" بإدخالها على مسؤوليتها وبتحفظات كثيرة".

وعن أسباب عدم توزيع اللقاحات حتى الآن رغم دخولها الأراضي المحررة يقول مسؤول الحملة إن الداعم الرئيسي للحملة وهو "الهلال الأحمر القطري" سحب يده من الدعم بعد طول فترة الـتأخير في تسلم اللقاحات، لذا قام الأخير بالتوجه نحو الشمال السوري وتكريس دعمه هناك بسبب التسهيلات المقدمة من الحكومة التركية بحسب قوله.

*خطورة في استمرار التأخير
توقف الدعم عن حملة التلقيح دفع الأطباء في المناطق المحررة من درعا للاحتفاظ باللقاحات داخل البرادات بانتظار جهة تدعم المشروع وتساهم بشكل أو بآخر بإيصال هذه المضادات للأطفال منعا لأي أمراض قد تصيبهم بسبب هذا الـتأخير.

ويلفت الطبيب "يعرب" إلى أن الدعم المطلوب لتنفيذ الحملة مرتبط بتوفير أجور تنقلات وطعام وشراب للمتطوعين والمتطوعات البالغ عددهم 500، حيث يحتاج المتطوع على الأقل 100 دولار ما يعني الحاجة إلى 50 ألف دولار كمصاريف وليس كرواتب كما يظن البعض.

ويضيف الطبيب:"نحتاج أيضا لمصاريف خاصة بعمليات تحريك المجتمع وتوزيع البروشورات التوعوية ووسائل إعلانية وترويجية، إضافة إلى الحاجة الماسة لتدريب الكوادر قبل بدء التلقيح فضلا عن ضرورة توفير حوامل للقاح ومبردات ووقود لازم لعمليات التبريد".

وفي سياق الخطورة الناجمة عن عدم توزيع اللقاحات يجيب مسؤول الحملة: "هناك جانبان للموضوع أولهما يتعلق بترك المناطق المحررة تحت رحمة لقاحات النظام التي لا نعلم إن كانت صالحة للاستعمال أم لا لعدم ثقتنا بنظام مجرم يقتل الأطفال يوميا، والثاني مرتبط بالجانب الطبي، فتأخير إعطاء اللقاح سوف يتسبب بعد فترة بآثار سلبية لعدم الانتظام وسيؤدي إلى انتشار أمراض وأوبئة كانت منقرضة مثل شلل الأطفال كما حدث في الشمال السوري قبل عامين".

والجدير بالذكر أن التعقيدات الأمنية المفروضة من قبل المملكة الأردنية على دخول المساعدات الطبية والإغاثية والإنسانية عبر حدودها مع سوريا يعتبر من أهم المصاعب التي تواجه المدنيين في مدن وبلدات حوران المحررة دون معرفة الأسباب وراء كل تلك التعقيدات.

إيلاف قداح- درعا -زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (84)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي