تحولت نسبة كبيرة من سكان ريف الحسكة الشرقي، هذه الأيام، إلى الاعتماد على الحشائش الحولية كوجبة غذاء أساسية لأطفالهم، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخضار وضعف القدرة الشرائية لدى غالبيتهم.
وأكدت سيدة، كانت تجمع الحشائش في السهول المحيطة بقريتها أن بعض العائلات من سكان المنطقة تعيش هذه الفترة على حشائش فصل الربيع، بعد سلقها وتحضيرها لتكون الطبخة الشهيرة بالمحافظة، والتي تعرف بـ"السلاق" وذلك توفيراً للمال الذي يدفع ثمن الخضار.
وقالت السيدة لـ"زمان الوصل"، إن هذه الطبخة يتم تحضيرها من نباتات معينة هي: جنيبرة، مرير، الفجيلة (الخردل)، والخبيزة، والأخيرة هي المفضلة، لكنها لا تتوفر في كل مكان، مضيفةً إنها تقطع النباتات لقطع صغيرة ثم تسلقها بالماء قبل أن تضيف عليها البصل والسمنة أو الزيت، ثم تقدمها لأطفالها.
وأضافت "كنّا نلجأ إلى هذه الحشائش كنوع من الرفاهية وتنويع الغذاء، لكنها اليوم باتت الوجبة الرئيسية لكثير من العائلات على وجبتي العشاء والغداء، بسبب الفقر وقلة مصادر الرزق في ظل الغلاء الملموس في الأسواق.
ويعاني أهالي قرى نواحي الريف الشرقي، وخاصة بلدة "الهول" من الفقر والبطالة، بسبب حالة النزوح المتكررة والمستمرة عن منازلهم منذ سيطرة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" عليها في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية نتيجة إغلاق الطرق من وإلى مركز الحسكة وعدم دخول المواد من العراق، وفقا للناشط "ملاذ اليوسف".
وأكد اليوسف أن سعر 1 كغ سكر يصل 450 ل.س، وسعر 1كغ الشاي 2400 ل.س، والسمن النباتي 500 ل.س، كما تباع ربطة الخبز (8 أرغفة) بسعر 250 ليرة من فرن "أم حجيرة"، العاجز عن تغطية حاجة أهالي "الهول، لافتاً إلى ارتفاع نسبة عمل الأطفال والشباب والرجال في تعشيب محصول الكمون وغيره، بعد أن كان هذا العمل يقتصر على النساء لانشغال الرجال في أعمال أخرى كالتجارة والفلاحة وتجهيز الأرض للزراعة والري.
وقال الناشط: إن "دار الشعب" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في بلدة "تل حميس"، أعلن عن 100 وظيفة شاغرة في قطاعات الكهرباء والمياه والأعلاف، محددة أفضلية التوظيف في هذه المنطقة الفقيرة لأعضاء مجالسها "كومينات القرى" أي المتعاونين مع الحزب.
وتستمر عملية توزيع المساعدات الشتوية والغذائية في قرى المنطقة، لكنها لا تشمل أغلب المحتاجين تلك القرى، حيث تشرف "جمعية الإحسان الخيرية" بدعم من برنامج الغذاء العالمي "WFP" على إرسال لجان إلى المنطقة لتنظيم جداول وتقدير الاحتياجات، بينما يتم حرمان عدد كبير من السكان من مساعدات برنامج الغذاء العالمي، بسبب سيطرة جهاز أمن الدولة والفرق الحزبية البعثية على عمليات التوزيع في مدينة القامشلي، وفق السكان.
وكانت بلدات "الهول" و"تل حميس" و"تل براك" ذات الغالبية العربية، وقعت تحت سيطرت تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحلفائه، بعد انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" منها تحت تأثير الغارات الجوية لطيران التحالف الدولي، العام الماضي، أدت إلى نزوح آلاف السكان إلى مناطق مجاورة، فيما هاجر الكثيرون إلى تركيا والعراق.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية