الدراجة النارية "دبابة الثورة" للتنقل بالمعارك وكسر الحصار في حمص

ساهمت الدراجات النارية ولو جزئيا بكسر الحصار - زمان الوصل

اعتمد معظم عناصر الجيش الحر بريف حمص الشمالي، في معاركهم ضد النظام وميليشياته الطائفية، على أسلوب جديد، يتمثل في استخدام الدراجات النارية، كوسيلة نقل أساسية، استخدمها المقاتلون في تنقلاتهم.

وأكد أبو صقر، المقاتل في كتيبة "المرابطون"، لمراسل "زمان الوصل" في حمص، أنه تنقل منذ بداية انشقاقه عن جيش النظام في العام 2012، على دراجته النارية، مشيرا إلى أنها، كانت وسيلة نقل أساسية في المعارك التي خاضها ضد قوات النظام بريف حمص الشمالي، والشمالي الغربي.

وعزا أبو صقر استخدام عناصر الجيش الحر بريف حمص الشمالي الدراجات النارية، التي تسمى بـ"دبابة الثورة السورية"، إلى سرعة الدراجة وسهولة تنقّلها بما يناسب الطرق الترابية الوعرة جداً، التي تربط قرى وبلدات الريف الشمالي من حمص، إضافة إلى صعوبة رصدها من قبل جيش النظام وميليشياته.


*نجا من الموت عدة مرات
يضع أبو صلاح بندقيته (القنّاصة)، على ظهره، مستعدا للانطلاق نحو المعارك على جبهة "حربنفسه"، بريف حماة الجنوبي، وهو يروي لـ"زمان الوصل"، كيف أطلق عليه جيش النظام الرصاص عدة مرات، وأنقذته العناية الإلهية من الموت المحتّم، معتقدا أن دراجته من الصعب إصابتها، لخفة وزنها وسرعتها. 

ويقول قائد كتيبة بالجيش الحر برتبة عقيد: "ساهمت الدراجات النارية خلال سنوات الثورة السورية، بنقل جرحى المظاهرات السلمية، والذخيرة الحيّة الخفيفة، والطعام، كما استخدمها مقاتلون، يحملون رشاشات متوسطة، وقناصات.

وأضاف في حديثه لمراسل "زمان الوصل" في حمص، أنه يتفقد عناصره في المحارس والجبهات، على دراجته النارية.


*كسر الحصار
وساهمت الدراجات النارية، ولو جزئيا، بكسر الحصار، الذي فرضه النظام على ربع مليون شخص يقطنون في قرى وبلدات الريف الشمالي من حمص. فمن خلال الدراجات النارية، قام بعض الشبان بإدخال المحروقات والمواد الغذائية والخضار والحبوب والأدوية، إلى الريف المحاصر.

يقول أحمد (34 عاما)، من مدينة "الرستن": "بواسطة دراجتي النارية أنقل يوميا برميلين، أو أكثر من المازوت /الديزل، من ريف حماة الجنوبي الشرقي إلى ريف حمص الشمالي والشمالي الغربي.

ويضيف بأنه تعرض، عشرات المرات، لإطلاق نار كثيف جدا، من قبل ميليشيات طائفية تابعة للنظام في قرية "كفرنان"، وقد أصيبت دراجته النارية بعدة رصاصات على طريق "الموت"، الذي يربط "الرستن" بمنطقة "الحولة"، كما سقطت حمولة دراجته النارية عدة مرات في نهر العاصي، أثناء استهدافه بقذائف صاروخية، خلال عبوره النهر بواسطة جسر معدني ضيّق جدا.


أما أبو عمار(43 عاما) فينقل على دراجته النارية البيض والمتّة والبطاطا وزيت الزيتون.

ويؤكد أن نسبة الشباب القادرين على استخدام الدراجات النارية، ضمن هذه الظروف الأمنية الخطيرة، لا تتعدى 25%، وخاصة على طريق "الموت"، الواصل بين "الرستن"و"الحولة"، حيث قتل النظام ومرتزقته، خلال سنوات الثورة السورية قرابة 100 شخص، غالبيتهم شباب كانوا يحاولون إدخال مواد غذائية وطبية ومحروقات للمحاصرين في "الحولة".

وتتراوح أسعار الدراجة النارية ما بين 150 ألف للدراجة المستعملة، و300 ألف ليرة للدراجة الحديثة، أي ما يعادل نحو 750 دولار أمريكي.

ريف حمص - زمان الوصل
(108)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي