قضى 6 مدنيين من عائلة واحدة، نتيجة انفجار لغم أرضي أمس في قرية "الجنينة" في ريف دير الزور الغربي القريب، والتي أخلاها تنظيم "الدولة الإسلامية" من المدنيين نتيجة القصف المكثف لقوات النظام عليها.
وأكد "أبو عبد الرحمن الديري" من إذاعة "دير الزور الحرة"، أن انفجار الألغام قتل كلا من "بلال الفرج، عمر الفرج، حمادي السلوم، وياسر السلوم"، مع سيدة وفتاة، وذلك خلال دخولهم إلى القرية لتفقد منزلهم وأخذ بعض أغراضهم، مضيفاً أنهم كانوا قد نزحوا عنه بسبب قصف قوات النظام على القرية، وعند دخولهم إلى المنزل انفجرت ألغام زرعها فيه أحد جانبي الصراع، في القرية التي أخلاها تنظيم "الدولة" من الأهالي بسبب تعرضها للقصف الشديد من قبل قوات النظام في الأيام الأخيرة.
ويستخدم تنظيم "الدولة" العبوات الناسفة والألغام الأرضية لمنع تقدم خصومه إلى مناطقه، وبالمقابل فإن قوات النظام تفخخ المنازل وتزرع حقول الألغام في مدينة دير الزور ومحيطها لإعاقة تقدم مقاتلي التنظيم، ما حصد أرواح الكثير من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وقال الديري لـ"زمان الوصل" إن رجلاً من هذه العائلة ذاتها قضى في حي "الموظفين" بمدينة دير الزور، داخل بيته، كان التنظيم فخخه في الحي الذي تشهد أجزاء منه معارك ضارية مع قوات النظام، مشيراً إلى أن الألغام الأرضية وبقايا القنابل العنقودية والبيوت المفخخة ومخلفات الصواريخ غير المنفجرة حصدت أرواحاً كثيرة خلال العام الماضي.
وأضاف "الديري" في حديثه أن أغلب الضحايا أطفال، يعمد أهلهم لدفنهم فور مقتلهم، لذا لا تتوفر أرقام دقيقة لعدد ضحايا الألغام والقنابل العنقودية غير المنفجرة، التي يخلّفها قصف الطيران الحرب على مدن وبلدات المحافظة.
وثق نشطاء دير الزور، بتاريخ 13أيلول/سبتمبر2015، مقتل "غسان عبد الوهاب" وزوجته أمل صالح العلي، بانفجار لغم أرضي بسيارة كانت تقلهم أثناء خروجهم من حي "الجورة" المحاصر في المدينة، كما قضى رجل وامرأة ببادية "الباغوز" قرب مدينة "البوكمال" بانفجار لغم أرضي في الثالث من آب/أغسطس من العام ذاته.
كما وثقت منظمات حقوق الإنسان مقتل عائلة عبد المطلب حماة وزوجته وأطفاله الثلاثة (جميعهم دون سن الخامسة)، وذلك بانفجار لغم أرضي بهم في 26حزيران/يونيو 2015، أثناء خروجهم من حي "الجورة"، الواقع تحت سيطرة قوات النظام بدير الزور.
وشهدت سوريا ارتفاعاً في أعداد الضحايا نتيجة للألغام الأرضية، والتي يتم زرعها في الغالب من قبل تنظيم "الدولة"، حيث إن جميع حوادث انفجار الألغام الأرضية تم في مناطق الصراع مع التنظيم، وفق اللجنة السورية لحقوق الإنسان.
اللغم المضاد للأفراد، هو اللغم المصمم للانفجار بالأشخاص وليس الآليات، ويؤدّي إصابة أو قتل شخص أو أكثر، وهو من الأسلحة المحرّمة دولياً، وتمّ تناولها في العديد من الاتفاقيات ذات الصلة، أبرزها اتفاقية حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدميرها (اتفاقية أوتاوا) 1997، والتي فرضت حظراً كاملاً على الألغام المضادة للأفراد.
ويعتبر سكان مناطق البادية والريف بمحيط دير الزور، أكثر الناس تأثراً بحقول الألغام التي يزرعها المتحاربون، حيث يعمل الكثير منهم بالزراعة ورعي الأغنام، ما يجعلهم وقطعانهم ضحايا لقطع الموت المدفونة بمناطقهم، ويعيش المصابون مع إعاقات دائمة مدى الحياة.
يذكر أن أحياء مدينة دير الزور ومناطق "البغيلية" ومحيط المطار العسكري، تشهد مواجهات بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وبين قوات النظام، وسط قصف جوي روسي على محيط تلك المناطق بهدف مساعدة نظام الأسد في المحافظة على مواقعه هناك.
دير الزور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية