يعيش أطفال الغوطة الغربية بريف دمشق حالة من الخوف الدائم، ويعانون من تداعيات نفسية عميقة في ظل استمرار الغارات الجوية والقصف والحصار.
وبات هؤلاء الأطفال بحاجة إلى تأهيل نفسي يخفف من وطأة الحرب وآثارها الصعبة على دواخلهم، ولهذا أنشأ ناشطون مركزاً للدعم النفسي لتخفيف هذه الآثار.
و"يتولى المركز، الذي يضم حوالي 50 طفلاً، تأهيل الأطفال وتنظيم نشاطات فنية لهم كالرسم والغناء والعزف والتمثيل وإتاحة الفرصة للأطفال للبوح بما في دواخلهم.
وشرح همومهم ومشاكلهم"، كما يقول المسؤول عن المركز الناشط "ضياء عسود". ويتابع "عسود" في حديث لـ"زمان الوصل" إن عددا من المتطوعين المتخصصين في مجال العمل مع الطفل من متطوعي فرقة "بامبينو" يتولون تأهيل الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 سنة بإدارة متطوع درس علم النفس التربوي.
ويشرف هذا المتطوع –حسب عسود - على التعامل مع ردات فعل الأطفال وكيفية التعاطي والتعامل معها"، فهناك أطفال فقدوا أهلهم في الحرب وهناك أطفال فقدوا أطرافهم، ولذلك "ارتأى القائمون على المركز أن يكون اختيار النشاطات بطريقة لا تجرح مشاعرهم، ويقومون بالتخطيط لنشاطات المركز ويدرسون حالات الطلاب النفسية بدقة ويحددون ما يجب أن يقال".
ويطمح مركز "بامبينو" للتأهيل النفسي إلى تطوير نطاق عمله وفكرته من خلال إقامة نشاطات ترفيهية خارج المركز كالسباحة وكرة القدم.
وفي هذا السياق نوّه الناشط "عسود" إلى أن "لدى المركز خطة لتوسيع عد المنتسبين وزيادة جلسات المركز، وهناك فكرة لتقديم كتب وقص وهدايا إلخ أو إنتاج مسرحية أو فيلم قصير يسلط الضوء على معاناة هؤلاء الأطفال ولكن ما يعوقنا محدودية الدعم".
ولفت "عسود" إلى أن "المركز تلقى دعماً مؤقتاً من إحدى المنظمات ولمدة 6 أشهر حيث قدموا أجرة المركز والمستلزمات وأجور نقل الأطفال ووجبات الطعام أثناء الجلسات، والمركز الآن -كما يؤكد- بلا دعم ولكنه مستمر ضمن الإمكانات المحدودة".
*فوبيا البراميل
في قبو محصّن يجلس عشرات الأطفال منهمكين بالرسم والغناء والنشاطات الأخرى، ولكن ملامح وجوهم تشي بالكثير من الحزن والخوف، إذ يعاني معظم أطفال المركز -بحسب محدثنا- من "فوبيا البراميل" التي يرسمونها في كل جلسة ويمثلونها ويتكلمون عنها بين بعضهم البعض، وكثيراً ما يصابون بالرعب لدى سماع صوت سقوط هذه البراميل، رغم أنهم ضمن قبو محصن.
وأكد الناشط "عسود" أن "العديد من أطفال المركز يتبولون ليلاً من شدة الخوف ومنهم من يبكي وخصوصاً الصغار منهم".
وأشار إلى أن "هناك العديد من التحديات والعراقيل التي تعترض تجربة المركز"، ومنها-كما يقول- "انقطاع الدعم وتقنينه في حال توفره، وكذلك الغلاء الفاحش لكل متطلبات المركز من أجرة ومواد ونقل والوضع الأمني حيث يعيق القصف في أحيان كثيرة عمل المركز ويمنع الأهالي من إرسال أطفالهم".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية