أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الخضري".. فنان سوري أشعل موهبته بعيدان الكبريت متحديا ظروف اللجوء في لبنان

يعجّ منزل "الخضري" بالكثير من الأعمال الفنية التي أنجزها خلال 3 سنوات من لجوئه - زمان الوصل

صنع اللاجىء السوري "غسان الخضري" من أعواد الكبريت عالمه الخاص، متحدياً كل عوائق وظروف اللجوء، وأولها ضيق الحال، فصمم مجسمات فنية تنطق بالإبداع والجمال.

ويقول "الخضري" ابن مدينة "تلكلخ" بريف حمص الغربي لـ"زمان الوصل" إن رحلة الألف ميل بدأت بصنعه لمجسمات صغيرة عام 1985، حيث أنجز مجسما لفيلا من طابقين مع حديقة من الصوف الأخضر والأحمر بطول 22 سم وعرض 20 سم وارتفاع 13 سم، مؤكدا أنها موجودة حتى الآن بعهدة أحد أصدقائه في "تلكلخ"، والأخير معتقل وأهله لاجئون في لبنان. 

ونزح الفنان "الخضري" وهو والد لشهيدين ارتقيا في الحرب إلى لبنان عام 2013 وبسبب عدم وجود عمل يمارسه تفرغ للهواية التي أحبها منذ الصغر، واختار أن يصمم أعمالاً فنية غير تقليدية، ولم يرد –كما يقول– أن يركب موجة الثورة أو يستغل رمزيتها أو أن يتسول من خلال تقديم نفسه كنازح أو لاجىء "كما يفعل الكثيرون للأسف"، مشيراً إلى أنه يفتخر بكونه سورياً ويعتز "بكل حبة تراب فيها".


ويعجّ منزل الفنان "الخضري" في منطقة "حلبا" بطرابلس بالكثير من الأعمال الفنية التي أنجزها خلال 3 سنوات من لجوئه، ومنها مجسمات لبعض المنازل والجوامع والكنائس والسيارات وثمة سفينة أسماها -كما يقول- "سفينة الموت" يحاكي فيها معاناة اللاجئين في تغريبتهم السورية.

ويشير "الخضري" إلى أنه صمم هذه السفينة بعد رؤيته لـ"لانش" عرض على التلفاز وهو يغرق وفيه لاجئون سوريون.

ويمضي محدثنا شارحاً عن أعماله بشغف وحماسة فلكل عمل منها قيمة ومكانة خاصة في داخله ومنها كما يقول "مسجد الشهداء" الذي استوحاه من مسجد "محمد الفاتح" الشهير في تركيا الذي استغرق إنجازه –كما يقول- 130 يوماً مستهلكاً فيه 50000 عود ثقاب و3 كغ من الغراء وكيلو غرام من الورنيش، وهناك -كما يقول- مجسم فيلا استغرق إنجازه شهرين و25000 عود ثقاب وعمل فيه بحدود 8 ساعات يومياً، أما السيارات التي يصممها وتملأ أركان منزله الصغير فيستغرق إنجازها كما يقول شهرين من العمل المتواصل و8000 إلى 15000 عود ثقاب حسب الحجم والشكل، وكذلك صناديق الحلي التي تستغرق ما بين 7 إلى 10 أيام. 

وحول مراحل عمله في تنفيذ مجسم ما أوضح الفنان "الخضري" أنه يقوم بتجهيز المخطط مع القياس بنسبة 1/100رسمه على كرتون من عدة قطع ثم يلبّس القطع بأعواد الكبريت مستخدماً مادة الغراء، ويتم جمع هذه القطع لتشكل المجسم المطلوب".

ويردف "الخضري" "بعد الجمع أصمم الشبابيك والأبواب لاستكمال المجسم الذي يتم تثبيته على قطعة من خشب اللاتيه".


لا تنتهي مجسمات "الخضري" عند هذا الحد بل يضيف إليها –كما يقول- لمسات فنية مثل حب الألماس أوالخيوط الذهبية، إضافة إلى الإضاءة الداخلية التي تضفي جماليات خاصة على المجسمات، مؤكداً أن "المادة الأساسية في عمله هي أعواد الثقاب التي يقوم بصبغها بالألوان البنية والصفراء والذهبية لتضفي سمة عليها من الماضي". 

ولفت "الخضري" إلى أنه يعاني من مشكلة التمويل لأعماله مما يضطره لتغطية تكاليفها من جيبه الخاص، مشيراً إلى أن البعض يستغل ظروفه وحاجته للعمل ويحاول شراء المجسم الذي يكلف 100 دولار مثلاً بـ 50 ألف ليرة لبنانية، وهو مبلغ لا يكاد يغطي ربع التكلفة الحقيقية.

وأكد الفنان أن غلاء أسعار المواد الداخلة في مجسماته تحد أحياناً من حماسه للعمل وغزارة الإنتاج الفني، فكروز الكبريت -كما يقول- يصل سعره أحياناً إلى أكثر من 7 آلاف ليرة لبنانية، علماً أنه يستهلك منه بحدود 70 % والباقي يذهب هدراً، وكذلك أسعار الغراء المتأرجحة مابين 6000 إلى 8000 ليرة للعلبة الواحدة.

ويطمح الفنان "الخضري" –كما يقول– لتحسين وضعه المادي من خلال موهبته، وقبل ذلك أن تصل أعماله إلى أكبر عدد من الناس والمهتمين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(167)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي