أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عبد الرحمن الدندشي" يتصدى لهفوات المسلسلات السورية بـ"حمصووود"

الفنان "عبد الرحمن الدندشي"

"كل أربعا وانتو بخير" بهذه العبارة الحمصية بامتياز اعتاد الفنان الشاب "عبد الرحمن الدندشي" بدء كل حلقة من حلقات برنامجه الساخر"حمصووود" الذي يُبث كل أربعاء على (يوتيوب) ويتناول فيه بمبضع النقد المستوى الفكري والفني للمسلسلات السورية التي وصلت في فترة من الفترات إلى الأوج، قبل أن تبدأ بالانحدار التدريجي مع تسييس النظام لها وتحويلها إلى ما يشبه "التشبيح الفني".

بعد تخرجه من الجامعة في مجال الإخراج السينمائي قدم "الدندشي" العديد من الأفلام ومنها "عرس سوري" و"الأرجوحة" وعمل مع شركة خليجية في اسطنبول كمخرج أفلام إنسانية قصيرة ومنها فيلم عن مدينة غزة "Gaza".

وبعد استقالته من العمل إثر تعرضه لاستغلال وتلاعب ببنود العقد الذي وقعه مع الشركة المذكورة قرر المخرج الشاب القادم من مدينة "تلكلخ" بريف حمص الغربي أن يعمل بحرية بعيداً عن استغلال شركات الإنتاج فلجأ إلى تسجيل برنامج خاص به على "يوتيوب".

ويروي "الدندشي" لـ"زمان الوصل" كيف بدأ يبحث عن كيفية جني الدخل بحيث يصبح عمله المستقل عن طريق "يوتيوب".

ويردف:"لفت نظري لدى أغلب الذين كنت أتابعهم، كثرة المشاهدات التي كانت بالملايين. وكنت أقرأ المقالات والدراسات، التي يؤكد جميعها أن المشاهدات العالية سهلة وليست صعبة أبدا". 

لم يجد الشاب الحمصي صاحب النكتة الحاضرة صعوبة في اختيار عنوان لبرنامجه فأطلق عليه اسم "حمصووود" مازجاً فيه بين اسم مدينته "حمص" وعاصمة الإنتاج السينمائي العالمية "هوليود"، وهو اسم يوحي للمتابع –كما يقول– بمضمون البرنامج الساخر لأنه يذكّره بالنكتة ويوم الأربعاء وخفة الدم الحمصية. 

وحول تركيزه على مسلسل"باب الحارة" أشار الدندشي إلى أن "هذا المسلسل كارثة فنية بكل معنى الكلمة والكثير من السوريين –كما يقول- تأذوا منه بسبب تزويره للمجتمع الدمشقي، لافتاً إلى أن "مشكلة هذا المسلسل أن القائمين عليه ربطوه بفترة زمنية ولو كان مجرد فانتازيا لا علاقة لها بأي فترة زمنية لهان الأمر". 

ولم يُخْفِ الدندشي انزعاجه من إظهار المرأة السورية بصورة العاهرة في أغلب المسلسلات التي تم إنتاجها خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن السوريين الآن في فترة اضطراب، حيث ترجح كفة عدد النساء على الشباب، إضافة إلى المشاكل الاجتماعية التي طفت على السطح بسبب الحرب، وبدل معالجة هذه المشاكل لمنع تأثيرها مستقبلاً يزيد القائمون على هذه المسلسلات "الطين بلة". 

والمشكلة الأخرى في هذه المسلسلات –حسب محدثنا- هو تحولها إلى ما يشبه "التشبيح الدرامي" فأغلب الممثلين في هذه المسلسلات بدأوا يستخدمون ألفاظ وتعابير التشبيح ذاتها من مثل عبارة "بدكم حرية" المؤذية نفسياً". 

لم يقتصر نقد "حمصووود" على الفكرة والمضمون بل تعداها إلى جوانب مهنية وإخراجية ويفسر "الدندشي" اهتمامه بهذا الجانب بأن "من حق السوري عندما يكون جالساً أمام التلفاز ويتابع المسلسلات الأمريكية أو التركية أن يرى في الدراما التي صدعوا العالم بها أقل مستوى من الاحترام لذائقته وذهنيته، ولذلك ركّز في نقده -كما يقول- على كل شاردة وواردة.

وعزا الفنان "عبد الرحمن الدندشي" انحدار مستوى الدراما السورية إلى انفضاض الكثير من الفنانين المهمين عنها وخروجهم من سوريا بسبب معارضتهم للنظام وربط "الدندشي" أسباب هذا الانحدار أيضاً بسيطرة "المخابرات السورية على الرقابة الفنية" لافتاً إلى أن "الكثير من المسلسلات وخاصة في السنوات الأخيرة تبدو وكأنها مكتوبة في فروع المخابرات الجوية". 


زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (176)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي