الهدنة في ريف حمص الشمالي.. هدوء حذر يشوبه قلق وخوف من الطيران الروسي

شهدت قرى وبلدات ريف حمص الشمالي المشمولة باتفاق الهدنة المدعومة من الأمم المتحدة هدوءا نسبيا، في الأيام الثلاثة الماضية، بعكس الأيام الأولى للهدنة، حيث خرقها النظام في يومها الثاني، وشن طيرانه الحربي والمروحي مع الطيران الروسي أكثر من 100 غارة جوية على بلدة "حربنفسه" بريف حماة الجنوبي المحاذي لريف حمص الشمالي تمهيدا لاقتحامها.

كما شملت الغارات والقصف المدفعي عدة قرى بالريف المذكور مثل "الغنطو، تيرمعلة وغرناطة".

وتحدث مراسل "زمان الوصل" في ريف حمص الشمالي اليوم السبت عن ليلة هادئة، تخللتها خروقات محدودة من حواجز النظام.

وقال إن سكان مدن الرستن وتلبيسة والحولة عاشوا ليلة وصباح هادئين لأول مرة منذ 4 سنوات.

وأفاد الناشط الإعلامي أبو النور بأن الهدوء، لا يزال يعم مدن "الحولة" بالكامل، بعد مرور أكثر من 70 ساعة على آخر هجوم شنته قوات النظام، مدعومة بمليشيات "الدفاع الوطني"، والطيران الروسي، على بلدة "حربنفسه" المجاورة لمدن وقرى "الحولة".

وأكد أن الهجوم الأخيرللنظام وميليشياته، الذي حمل الرقم 27، فشل، مشيرا إلى أنه لم يستطع التقدم مترا واحدا داخل أراضي "حربنفسه".

وأضاف أن أصوات الأشتباكات والقصف غابت خلال الـ48 ساعة الماضية عن منطقته، لافتا إلى أن الحركة طبيعية، لسكان الحولة والقرى المحيطة بها بخلاف ما كان الوضع عليه، قبل تطبيق وقف إطلاق النار.

وقال أبو عمار(43 عاما)، وهو يعمل في تجارة زيت الزيتون بريف حمص الشمالي، "زرت مدينة تلبيسة قبل يومين، ولاحظت بأن الناس ينتابها قلق وخوف، رغم من الهدوء الحالي"..لافتا إلى أن سبب قلق السكان الطيران الروسي الذي كان لا يفارق سماء تلبيسة ليلا ونهارا، وتسبب بدمار هائل في منازل المدنيين.

وأضاف أبو عمار قائلا: "أنا سعيد بالهدنة وفي الوقت ذاته حزين على تلك المناطق التي لم تشملها الهدنة بريف حمص الشرقي وما زال سكانها يعانون".

بدوره أكد أبو عبدالله من "تلبيسة" لـ"زمان الوصل"، أن"الهدنة أظهرت مقدار التعب المتراكم لدى الناس"، مضيفاً بأن الهدنة التي بدأت منذ أسبوع لم تطبّق في مدينته، إلا بعد 3 أيام من سريان مفعولها.

ونقل الناشط مطالب أهالي مدينته وإيصال صوتهم للأمم المتحدة، لإحداث مكتب لها بريف حمص الشمالي المحاصر من قبل النظام منذ 4 سنوات لمراقبة الهدنة.

وكشف أبو عبد الله أن 5 فصائل عسكرية تابعة للجيش الحر، أبدت استعدادها لحماية مكتب الأمم المتحدة، في حال قررت إحداثه في ريف حمص الشمالي.