يبدو أن موسكو بدأت تتسلم مقاليد السيطرة على سوريا شيئا فشيئا، لتحل بالذات محل إيران في التفاوض مع السوريين، واستدراجهم إلى فخ مهادنة النظام، بعد أن تولى الإيرانيون ملف عقد الصفقات طوال السنوات الماضية، في ظل تواري النظام وتراجعه إلى الصفوف الخلفية.
تغول الدور الروسي وتغلغله في سوريا، وصولا إلى الدخول في ملف الوساطات و"المصالحات"، كشف عنه تقرير حديث لهيئة الإذاعة البرطيانية، تولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما ورد فيه.
سلط التقرير الضوء على جهود روسيا لتبييض صفحتها في سوريا، وإظهار موسكو بدور الأم الحانية على السوريين، عبر توزيع فتات مساعدات تحوي لحوما وأسماكا معلبة وبسكويت، كتب عليها بالروسية "روسيا معك"، دون أي اكتراث بصورة روسيا الحقيقية لدى السوريين، التي يرسمها طيرانهم.
وينقل التقرير ما قال إنها وقائع مصالحة جرت في بلدة "معرزاف" بريف حماة حيث قام أحد "شيوخ" القرية بالتوقيع على "إعلان سلام" مع ضابط في الجيش الروسي، تعهد فيه "الشيخ" نيابة عن قريته بدعم عملية المصالحة في سوريا وقبول القرية بالرضوخ لسيطرة النظام مقابل الحصول على ضمانات أمنية.
وحسب التقرير فقد تم نصب خيمة كبيرة لهذه المناسبة، التي حضرها عدد من الأشخاص، وانتهت بتوقيع "الشيخ" على صك المهادنة، فيما تولى عسكريون روس توزيع بعض الحلويات والبسكويت على الأطفال.
مراسل هئية الإذاعة البرطانية التقى "أحمد مبارك" الذي وصفه بأنه "شيخ محلي مؤيد لموسكو، ويعمل مع الروس لإقناع القرى في محافظة حماة من أجل التوقيع على صكوك مماثلة".
وقال المراسل إن المبارك له "جيشه الخاص به"، وقد كان في القرية ساعة التوقيع عدد كبير من عناصره المدججين بالسلاح، بعضهم انتشر فوق أسطح المباني، وبعضهم الآخر وسط الحشد الحاضر.
وبحسب التقرير فإن الروس اعترفوا بصعوبة مهتمهم وبأن المدن والقرى لا تسارع إلى البصم على صكوك المهادنة التي يسوقونها عبر وكلائهم وعملائهم المحليين، حسبما قال العقيد "جيرمان رودينكو" الذي تولى التوقيع على صك المهادنة في "معرزاف" نيابة عن الجانب الروسي.
ويتولى "رودينكو" ما يسمى "مجموعة المصالحة الروسية" في محافظة حماة، وهو يقر بأن الناس ما زالوا مرتابين من التفاوض مع الروس والتوقيع معهم على تلك الصكوك.
ويشير التقرير في نهايته إشارة مقتضبة إلى مدينة التل في الريف الدمشقي، قائلا إنها وقعت صك مهادنة مماثل مع الروس، لكن الأمور لا تزال "غير واضحة" المعالم تماما.
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية