قالت مصادر إن قوات النظام تحاول خلال الفترة الأخيرة، تشكيل ميليشيات جديدة بشكل سري لتسانده في القامشلي شمال محافظة الحسكة، مؤكدة أن ذلك يتم عبر استغلال ظروف الناس للضغط عليهم، واللعب على وتر القوميات لاستقطاب أكبر عدد ممكن إلى جانبه.
وأفاد الناشط "عبد الله محمد" من القامشلي، بأن قوات النظام في الفوج (154) جنوب المدينة بدأت بتسليح عشرات الأشخاص من سكان القرى العربية في محيط الفوج، الذي يعتبر ثاني أهم مواقعه في منطقة القامشلي بعد مطار القامشلي الدولي.
وقال الناشط في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن هذه المجموعات سنتنظم تحت اسم اللجان الشعبية، التي نظمت لها جداول اسمية بغرض الدراسة الأمنية، قبل شهرين، مضيفاً أن كل عنصر تسلّم بارودة روسية و120 طلقة لها، وهي أقل من نصف وحدة نارية.
وأوضح "محمد" في حديثه، أن هذه المجموعات ستنتشر بشكل سري في القرى المحيطة بالفوج (154) بمنطقة "طرطب"، وهي: (طرطب، جرمز، الرشوانية، البجارية، خربة عمو، حامو، القصير، تل عودة، وذبانة)، مهمتها المعلنة حماية قراهم وجميع الطرق المؤدية إلى الفوج من أي هجوم، ومعظم المنتسبين لها من المنتمين إلى حزب البعث، وتم اختيارهم من قبل أمناء الفرق الحزبية.
وأكد قائد الفوج، العميد "محمد ميا"، خلال اجتماعه بمجموعة من هؤلاء العناصر الأحد الماضي، أن هذه اللجان (الشبيحة) مهمتهم هي داخل قراهم وحمايتها وبأن لهم رواتب 20 ألف ليرة سورية مقابل ذلك، وفقاً لمصادر مطلعة.
وذكرت المصادر، عن أحد المنتسبين إلى هذه اللجان قوله "إن الهدف غير المعلن لهذه الميليشيات، هو منع تغلغل الميليشيات الكردية إلى هذه القرى، التي تحيط بالفوج، مستغلاً ديمغرافية المنطقة، حيث إن جميع سكان هذه القرى من العرب، ويرفضون دخول مسلحين أكراد إليها"، في إشارة إلى الميليشيات التابعة، لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
وجاءت هذه الخطوة، في وقت تحاول قوات النظام تحويل جميع موظفي الدولة، إلى مقاتلين في صفوفها، عبر الضغط عليهم تارة وترغيبهم بالزيادات تارة أخرى، فيما يخشى الموظفون خسارة مصدر رزقهم، لذا فهم مجبرون على حضور الدورات التدريبية في معسكرات قوات النظام.
وحول هذه الأمر، قال الناشط "محمود الأحمد" إن النظام أوقف رواتب موظفي السكك الحديدية، الذين لم يلتحقوا بالفوج (154) في منطقة "طرطب" قرب القامشلي، رغم خضوعهم لدورة تدريبية ضمن ما أطلق عليه "فصائل الحماية الذاتية"، واشترط أن يضعوا أنفسهم تحت إمرة ضباط الفوج لملء لفراغ بالمناطق المسيطر عليها حديثاً كما تقول قوات النظام لهم، حسب "الأحمد".
وأشار الناشط إلى زيارة وفد من شخصيات رفيعة المستوى إلى القامشلي، وسط أنباء عن وجود وزير دفاع النظام ضمن هذا الوفد، للوقوف على تغيير الخريطة العسكرية ضمن المحافظة.
في الريف الجنوبي، دارت اشتباكات بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وبين "قوات سوريا الديمقراطية"، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وسط قصف جوي لطيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم في القرى الواقعة بين منطقة "الشدادي" وبلدة "مركدة"، ما أسفر عن سقوط عدد من عناصر الطرفين قتلى وجرحى، وفقاً لمصادر محلية.
وأضافت المصادر ذاتها، أن مسلحي تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعوم من الولايات المتحدة، أسروا 6 عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، في حين كثر الحديث عن اقتراب صفقة تبادل للأسرى بين الطرفين.
يذكر أن قوات النظام تسيطر على أحياء في مدينتي الحسكة والقامشلي، إضافة إلى عشرات القرى في محيطهما تتضمن الفوجين (123) في جبل كوكب شرق الحسكة، و(154) جنوب القامشلي وليس لديها أي جبهات حالياً، فيما تنتشر ميليشيات عدة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في معظم نواحي المحافظة، بينما يسيطر تنظيم "الدولة" على ناحية "مركدة" في أقصى الجنوب.
محمد الحسين -الحسكة -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية