أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيديو.. سوري يعثر على رضيع في كيس بين الثلوج ويتبناه

عبدالحفيظ وحمزة - زمان الوصل



لم يكن "محمد" اللاجئ في عرسال اللبنانية من ريف القصير يتوقع أن يرزق بطفل بهذه الطريقة، وهو الذي ينتظر ثمرة 8 سنوات من الزواج، فابن التاسعة والعشرين وجد ضالته في كيس أسود على قارعة الطريق فوجئ بطفل عار داخله ملفوف بقطعة قماشية.

ويروي " محمد الضيعي" لـ"زمان الوصل" أنه "بتاريخ 1/1/2016 من الشهر الجاري وفي ذروة العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان، خرج من خيمته في السادسة صباحا ليتفاجأ بوجود الكيس الأسود مرميا على الثلج.

وما إن فتحه حتى رأى أن مشيمة المولود وقد فصلت عن رحم والدته كيفما اتفق، في دليل على أن عملية التوليد تمت دون إشراف طبي، ما نتج عنه وجود كمية كبيرة من الدماء كانت تبلل القطعة القماشية التي لف بها الطفل اللقيط، حسب "محمد".

ويروي "الضيعي" كيف جاء بالمولود إلى خيمته ليبشر زوجته "ابتسام" بأن الله رزقهما بطفل "من غامض علمه"، وليتفق الزوجان على "حمزة" اسما للقادم الجديد إلى العائلة. 
وبعد إسعاف "حمزة" إلى المشفى تبين أنه مصاب بأمراض في الكبد وتم تغيير دمه ثلاث مرات، إضافة إلى إصابته باليرقان جراء رميه على الثلج لساعات طويلة، كما نقل "الضيعي" عن الأطباء.
إلا أن "حمزة" صار في حالة مستقرة حتى الآن، وإن كان بحاجة لزيارة مشفى في بيروت لعلاج مشاكل في الكبد حسب "الضيعي".

* "حمزة" و"رهف"
يقول والد الطفل الجديد وزوجته المربية ابتسام لـ"زمان الوصل" إنهما شعرا من أول لحظة بحبهما لـ"حمزة"، كما لوأنه ابنهما فعلا، معبرين عن سعادتهما مع امنية -قد تبدو غريبة- بأن يعثرا يوما على طفلة لقيطة أمام الخيمة لتكون "أختا لحمزة".


وكشف "الضيعي" أنه بالفعل عثر على طفلة ثانية أمام خيمته، بعد 4 أيام من عثوره على "حمزة"، ليتبن أنها "رهف" ذات السنة والنصف، لكنه لم يبقِها عنده لأنه تعرف على أمها التي قالت له وبالحرف الواحد "رميت رهف تحت ضغط من جدتها (أمي) بحجة أنها غير قادرة على تدفئتها".

* بين التجريم والتحريم
لا شك ان الكثيرين يعتبرون أن "الضيعي" اتخذ موقفا شجاعا وربما استثنائيا، بسبب نظرة المجتمع للقيط، الذي يعد بمثابة جرح لازالت تحاذر أغلبية المجتمعات العربية وضع أصابعها عليه، وإن همّت، فغالبا ما يكون بجرائم يطلق عليها قانونيا "جريمة الشرف".

جرح ليس من السهولة الاقتراب منه والخوض بتفاصيله، التي تحمل معاني الشرف والعرض الواجب صونهما، ولا يتوقف الجرح عند التجريم في معظم القوانين الوضعية، بل يتجاوزه إلى التحريم وفق تعاليم كل الأديان السماوية أيضا.

إلا أن ذلك لم يمنع "زمان الوصل" من رصد ظاهرة (الطفل اللقيط)، التي تعد طارئة على المجتمع السوري، رغم تكرارها في أكثر من مخيم في لبنان.

وضمن هذا السياق يقول الشيخ "محمد الفليطي" لـ"زمان الوصل" إن "اللقيط (فقها) هو الطفل الملقي على جانبي الطريق ولايعرف من أبواه"، مضيفا أن "حكم التقاطه من الشارع، عند السادة الحنفية أمر مندوب، لقوله تعالى في سورة المائدة الآية 32، *ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا* لأن في رفعه عن الأرض غاية الشفقة والحنان، وهذا مما يدعو إليه ديننا الحنيف".

ويحدد الشيخ واجبات (الملتقِط)، بأن عليه "الإعلان عن الطفل الذي التقطه بكل الوسائل الممكنة، ليصل خبره إلى أهله، ومخافة أن يسترقه أو أن يحوله لعبد، وهذا ما نهى عنه الإسلام

وليس لأحد غيره الحق في انتزاع الطفل اللقيط من يده إلا لواجب شرعي، لأنه كان سببا في إحيائه بعدما ماكان مشرفا على الهلاك، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند ومؤكد (من سبق إلى مالم يسبق إليه مسلم فهو أحق به)".

عبد الحفيظ الحولاني -لبنان -زمان الوصل
(225)    هل أعجبتك المقالة (194)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي