أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الهدنة بين الرقة ودير الزور.. "زمان الوصل" ترصد آراء سكان المدينتين

اتفاق وقف إطلاق النار بين ثوار سوريا من جهة وبين قوات نظام الأسد وحلفائها من جهة أخرى، الذي جاء بتوافق روسي –أمريكي، من المفترض أنه دخل حيز التنفيذ منذ منتصف الليلة قبل الماضية، في المناطق المحددة، باستثناء مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" ومواقع "جبهة النصرة" إضافة إلى فصائل أخرى يضعها فريق موسكو في منزلة الأخيرين ذاتها.

الإشكال حول أي المناطق ستطالها أعمال عسكرية، وأيها لا، يقتصر على مناطق سيطرة فصائل الثورة السورية، وهذا يعني أنها ستشهد خروقات على الأغلب، ولكن الأمر في مناطق تنظيم "الدولة" محسوم، فهي خارج إطار الاتفاق العالمي.

وستواصل طائرات الحلف الدولي الإغارة عليها، فيما يخشى السكان أن تتفرغ جميع القوى لاستهداف مناطقهم بحجة محاربة التنظيم، بينما لن يتغير الوضع بالنسبة لمناطق النظام والإدارة الذاتية الكردية، والتي لم ولن تتعرض لقصف جوي من أي طرف كان.

حاولت "زمان الوصل" الوقوف على آراء الناس في "الرقة" و"دير الزور"، حيث تخضع معظم مناطقهما لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك عبر استمزاج آراء عينة عشوائية تواصلنا معها بمساعدة نشطاء محليين هناك، كشفت عن تزايد القلق والخوف في نفوسهم، خشية أن تكون الهدنة سبباً في افساح المجال لجميع أعداء التنظيم، خاصة من يملكون الطائرات، لتكثيف هجماتهم على هاتين المحافظتين.

*الرقة قبلة طائرات دول العالم
استعانت "زمان الوصل" بمجموعة من النشطاء للوقوف على آراء السكان في مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة حول الهدنة، فكانت الآراء تتمحور حول أنها لا تصب في صالح السوريين أجمعين، خاصة أنها تستثني مناطقهم وهذا سيجعل جميع القوى العسكرية والطائرات متعددة الجنسيات تركز جهودها على مناطقهم وخاصة الطيران الروسي، الذي تتسم عملياته بالعشوائية إلى جانب الكثير من الغارات الخاطئة طالت حتى أصدقائها في بعض الأحيان، ما يعني أن الناس سيكونون في خطر دائم، وهذا ما يجعلهم يفكرون بالهجرة واللجوء إلى تركيا وغيرها من البلدان، بهدف الحصول على الأمان والعمل الذي يكفل إطعام أطفالهم، وهنا يواجهون صعوبات في اجتياز حواجز التنظيم وحزب الاتحاد الديمقراطي.

وعبر أغلب من تواصلنا معهم حول الهدنة، فقالوا: إنها ستكون فيها بعض الإيجابية في حال كانت بهدف إعادة توحيد صفوف الجيش الحر وفصائل الثورة السورية، ورحبوا بها لأن الثورة تحتاج للتضحية، ونحن سنكون من صفوف الشهداء، في سبيل نبذ تفرقهم الذي أوصلنا لهذا الموقف.

ولفت الأهالي في حديثهم لنا إلى أن القصف ليس جديداً على مناطقهم فقبل الطيران الروسي كان طيران التحالف يشن غارات جوية يومية، وقبل الاثنين كانت طائرات النظام تقصف بعشوائية مدن وبلدات الرقة، وكانت مدينة الرقة على موعد مع مجزرة مروعة قبل أسبوعين، خلف مبنى المركز الثقافي كانت صباحية فاجعة لأهل المدينة وغالبية الضحايا هم أطفال، وهم أيضاً سوريون مثلهم كمثل من قتلتهم الغارات الروسية في ريف محافظات إدلب وحلب وريف دمشق.

ويتصاعد خوف السكان من هجمات واسعة النطاق تستهدف الرقة خلال فترة الهدنة، بعد حشد قوات النظام في ريف حلب وحماة الشرقيين، وتحالف قوات سوريا الديمقراطية شمال الرقة، قبل أن يباغتهم التنظيم بهجمات استباقية.

*لدير الزور نصيب الأسد من القصف
بالتعاون مع مشرفي "إذاعة دير الزور الحرة"، رصدت "زمان الوصل" آراء عينة عشوائية من سكان مناطق دير الزور، كشفت أن الأهالي لا يثقون ابداً بالمجتمع الدولي ولا نظام الأسد، كما لا يتوقعون أن يكونوا أصلاً جديين في فرضهم للهدنة، وستكون عمليات خرق الهدنة كثيرة، استناداً لحالات خرق الهدنات من قبل قوات النظام مع كتائب الثوار في مناطق سورية عدة سابقاً، مشيرين إلى أن الوعود الأمريكية والمجتمع الدولي أثبت كذبهم، كما في تصريحات الخطوط الحمراء من قبل، والتي تحدثت عن الأسلحة الكيماوية والمجازر الفظيعة بحق المدنيين.

وأكثر ما يخشاه الناس في محافظة دير الزور، هو تكثيف الغارات على مناطقهم بحجة أن دير الزور خارج الهدنة وخصوصا الأسواق ومراكز مدينتي "البوكمال" و"الميادين"، وتوسيع دائرته بحجة قصف مواقع التنظيم، كما حصل سابقا على يد الطيران الروسي والتحالف وطيران النظام.

وتحدث الأهالي عن سير الوضع نحو الأسوأ في المحافظة بعد تكثيف القصف الروسي عليها منذ تدخله في نهاية أيلول/سبتمبر 2015، حيث فاق عدد الضحايا 300 مدني عدا عن المصابين، وكانت آخرها مجزرة في قرية "محيميدة" بالريف الغربي، حصدت أرواح أكثر من 30 مدنياً، حتى أن الأهالي عثروا قبل يومين على أشلاء طفل معلقة فوق شجرة ضمن القرية، بعد شهر من ارتكاب الطيران الروسي للمجزرة.

ويبقى الوضع العسكري مفتوحاً على جميع الاحتمالات، بعدما سيطر تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعوم من التحالف الدولي على معظم محافظة الحسكة المجاورة، وسط تخوف المدنيين في نواحي دير الزور من تقدم هذه القوات، بعد أن تَنَاهَتِ الأخبار إلى أسْمَاعِهِمْ عن جرائم قتل واعتقال في قرى ريف الحسكة، التي تمت السيطرة عليها خلال هذا الشهر، خصوصا أن التنظيم سحب الأسلحة الفردية من المدنيين، فإن انسحب التنظيم كما حصل في بعض قرى الحسكة وجبل سنجار فإنه سيترك المدنيين في وجه هذه الميليشيات.

محمد الحسين - زمان الوصل
(95)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي