سلط تقرير حديث الضوء على ما سماه "أرباح بنكهة الفضائح" تحققها الشركات الخاصة في ألمانيا، من وراء عقود رعاية اللاجئين ومعالجة شؤونهم، التي انخرط فيها كثيرون لاقتطاع حصة من كعكتها، بمن فيهم أولئك الذين يتبنون نهجا معاديا للاجئين!
وقال التقرير الذي نشره صوت ألمانيا (دويتشه فيله) إن السلطات المحلية في العديد من المدن تكافح لتوفير المزيد من الموارد لتغطية نفقات إيواء اللاجئين، ومن هنا تجد هذه السلطات نفسها غير قادرة على الصمود أمام إغراءات الاستعانة بخدمات جهات خارجية.
وأوضح التقرير أن كثيرا من الشركات الخاصة حققت أرباحا كبيرة من تدفق اللاجئين إلى ألمانيا، وقد تلقت حكومة برلين انتقادات لاذعة الأسبوع الماضي بعدما تبين أنها دفعت 238 ألف يورو لشركة "ماكينيزي" الأمريكية، مقابل تقديم مشورة بشأن وضعية اللاجئين.
وحتى الذين يعارضون سياسة اللجوء المتبعة في ألمانيا لأسباب عقائدية لا يجدون حرجا على ما يبدو في الاستفادة من العقود الحكومية المربحة. فقد نشرت "دير شبيغل" هذا الأسبوع تقريرا يفيد بأن شركة "هيتسه ميتالباو" قامت بتزويد ملجأ للاجئين في مدينة "لايبسيش" بحاويات معدنية، علما أن مالك الشركة هو "فرانك هيتسه"، شقيق أحد المشاركين في تنظيم التظاهرات المعادية للاجئين.
وقال التقرير إن الشركات التي تعمل في مجال إيواء اللاجئين تحقق أرباحا طائلة، ففي ربيع العام الماضي فازت شركة "هيومن كير" في بريمن بعقد بقيمة 3 ملايين يورو لإدارة مأوى للاجئين يضم 210 شخصا في "تورينغن"، فضلا عن عقد بقيمة 300 ألف يورو سنويا لإدارة مبنى آخر في مدينة فولفسبورغ.
بعض السلطات المحلية، كما هو الحال في برلين يئست من إيجاد أماكن للاجئين لدرجة أنها تعرض مقابل إيواء اللاجئين مبلغ 50 يورو عن كل فرد في الليلة الواحدة. وهو عرض لم يفوته العديد من أصحاب العقارات.
وسبق للمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" أن وعدت بالعمل على سد الثغرات القانونية التي يستغلها ملاك العقارات لتحقيق الأرباح. منتقدة سلوك الناس الذين يعاملون الآخرين كسلع ويستغلونهم.
وضرب التقرير مثلا بمجموعة "الرعاية المنزلية الأوروبية" التي توظف 1500 شخص وتوفر الخدمات الاجتماعية لما يفوق 16 ألف طالب لجوء ولاجئ في 100 مركز، موضحا أن المجموعة نمت بشكل كبير جدا، إلى درجة أنها تقدم الآن مختلف الخدمات من التخطيط والاستشارات وتجديد البنايات إلى دروس اللغة الألمانية ومساعدة اللاجئين على التعامل مع السلطات وحتى تطوير برامج الكومبيوتر الخاصة بالإدارة.
وحسب آخر الإحصاءات الرسمية التي نشرتها الحكومة، فقد تضاعفت عائدات مجموعة "الرعاية المنزلية الأوروبية" بمقدار 4 مرات.
وتابع التقرير: لكن هذا الارتفاع السريع صاحبته فضائح، ففي عام 2014 تم نشر صور صور التقطت في مبنى في "بورباخ" غرب ألمانيا، تظهر موظفين يعلمون لصالح إحدى شركات "الرعاية المنزلية الأوربية" وهم يدوسون بأقدامهم رؤوس لاجئين مكبلين. الفضيحة أطلقت نقاشا حول مخاطر خصخصة الخدمات المنزلية المتعلقة باللاجئين.
ومؤخرا قطعت السلطات في برلين علاقاتها مع شركة أمن بعدما تم تصوير حراس تابعين للشركة وهم يسيئون معاملة لاجئين، بطريقة استحضرت معسكرات الموت لدى النازيين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية